تشهد قرى وهجر المملكة هذه الايام انطلاق تجربة جديدة تستهدف فئة الشباب وتلاميذ المرحلة الابتدائية والمتوسطة لتدريبهم على استخدام التكنولوجيا والحاسب الآلى من خلال قوافل تجوب القرى والمناطق النائية وتستقبل التلاميذ فىما يشبه الفصول المتحركة لاتمام تعليم وتدريب الشباب على الجديد فى التكنولوجيا تنفذ التجربة وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بأيدٍ سعودية خالصة بنسبة 100% . وتأتي مشاركة الوزارة من ضمن المبادرات الأخرى التي يقوم بها القطاع الحكومي والخاص في تمكين شرائح المجتمع في جميع أنحاء البلاد من التعامل مع الاتصالات وتقنية المعلومات بفاعلية ويسرٍ لردم الفجوة الرقمية ورفع الوعي بأهمية الاتصالات وتقنية المعلومات لدى جميع الأفراد، وذلك بالتركيز على سكان المناطق الريفية ومحدودة الدخل وتوفير التدريب الأساسي والمجاني على استخدام الاتصالات وتقنية المعلومات. فصل متحرك يهدف مشروع قوافل التدريب الإلكتروني إلى المشاركة في محو أمية الحاسب والإنترنت في مناطق المملكة من خلال توفير التدريب الأساسي والمجاني على استخدام الاتصالات وتقنية المعلومات للأفراد، وذلك بالتركيز على المناطق الريفية ومحدودة الدخل من خلال العديد من المحاور الأساسية والفرعية والتي تنطلق منها هذه المبادرة. تستهدف المبادرة بالدرجة الأولى طلاب الصفوف العليا من المرحلة الابتدائية وطلاب المرحلة المتوسطة في التعليم العام والذين ليس لديهم خبرة في استخدام الحاسب الآلي، بالإضافة إلى ساكني المدن والمناطق الريفية والقرى والهجر من ذوي الدخل المحدود ومن لم تتسنّ له الفرصة لاكتساب مهارات استخدام الحاسب الآلي والإنترنت. ردم الفجوة الرقمية وأكد وزير الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس محمد جميل بن أحمد ملا أن مشروع القوافل يتوافق مع خطط التنمية في المملكة التي تركز على التنمية المستدامة والمتوازنة بين مناطق المملكة المختلفة ومحافظاتها». و قال: أتوقع أن يساهم هذا المشروع في ردم الفجوة الرقمية ورفع المستوى المعلوماتي في القرى المنتشرة في أنحاء المملكة. ونوّه ملاّ إلى أن التقدم في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات يحسن من المستوى الاقتصادي بشكل عام، وهذا ينطبق على سكان القرى. وأشار إلى أن التطلعات والطموحات كبيرة جداً، موضحا أن ما تقوم به الوزارة مع غيرها من الوزارات ذات العلاقة سيسهم في محو أمية تقنية المعلومات في المملكة. و أكد الوزير أن المبادئ الرئيسية لقطاع الاتصالات وتقنية المعلومات تعتمد على تنظيم القطاع وتخصيص تقديم الخدمات، ومنح القطاع الخاص كافة الفرص لتقديم الخدمات للمستفيدين وفتح المنافسة بين الشركات المختلفة لتقديم خدمات متميزة وبأسعار تنافسية، وقال: إن الوزارة تعتبر القطاع الخاص شريكًا لها في تقديم وتنفيذ جميع مشاريعها. إلى ذلك قال مستشار وزير الاتصالات وتقنية المعلومات والمشرف العام على الخطة الوطنية للاتصالات وتقنية المعلومات الدكتور محمد بن عبدالله القاسم: إن الخطوات الإجرائية التي اتخذتها وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات لنشر ثقافة الحاسب الآلي في المملكة كثيرة ومتعددة، لافتًا إلى أن هناك جهات عدة تقوم بنشر ثقافة الحاسب الآلي في المملكة. وأكد أن وزارة التربية والتعليم تقوم بجهود كبيرة في هذا المجال عن طريق تدريس مواد متخصصة في المرحلة المتوسطة والثانوية وتنفيذ دورات متنوعة للطلاب والمعلمين. كما أكد أن وزارة الثقافة والإعلام تقوم أيضا بدورها عن طريق البرامج المتنوعة في القنوات السعودية ومشروع «سليم نت» لرفع التوعية باستخدامات الحاسب الآلي وزيادة التوعية ، والاستفادة بشكل كامل من خدماته الكبيرة والكثيرة التي تقدمها الشبكات الحاسوبية، مشيرًا إلى دور مؤسسة النقد العربي السعودي التي تقوم بالعديد من الحملات التوعية والتثقيفية في النواحي الأمنية البنكية. وعاد للتأكيد أن هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات تقوم بالعديد من الحملات التي تركز بالدرجة الأولى على رفع الوعي وتضطلع بدورٍ كبير في هذا المجال متمثل في مبادرة «قوافل للتدريب الإلكتروني» ومبادرة «محاضرات نشر الثقافة والمعرفة الرقمية» والتي تجاوز عدد محاضراتها لهذا العام 120 محاضرة حضرها ما يزيد عن 50,000 طالب وطالبة. وأوضح أن الوزارة تقوم ممثّلة في برنامج التعاملات الإلكترونية الحكومية «يسر» بنشر ثقافة الحاسب الآلي في الجهات الحكومية المختلفة من خلال برنامج «قدراتك» لتدريب موظفي الدولة. مبادرة بطعم سعودي ويقول: ما يجدر الانتباه إليه في هذا الموضوع وطنيته الكاملة فكرة وتنفيذًا، حيث يقع مشروع قوافل التدريب الإلكتروني وسط أيدٍ سعودية بنسبة 100% سواء في عمليات التدريب أو التطبيق أو المجالات الأخرى المساندة، وهي مبادرة بطعم سعودي كامل، وهي مفخرة للمشروع الوطني الرائد. ويشير إلى أن المشروع يحظى بوجود فريق عمل سعودي كامل على معرفة كاملة بالمشروع وبجميع تفاصيله ولا يخفى على الجميع أهمية دور فريق العمل وتميزه لنجاح هذا المشروع لاسيما أن طبيعة المشروع تستدعي العمل في قرى وهجر متناثرة في مناطق المملكة المختلفة وأشار إلى أن الفريق السعودي على معرفة بتضاريس المملكة المختلفة وطبيعة سكان هذه المناطق وكيفية التعامل معهم بلغة سهلة وباستخدام أمثلة من البيئة تساهم في زيادة تقبّل العاملين من قبل أهالي هذه القرى ومن ثم زيادة الاستفادة من المشروع. صعوبات التنفيذ من جهته نوّه مدير مشروع قوافل التدريب الإلكتروني فهد بن عبدالرحمن اللويحان بالصعوبات المتوقعة عند التنفيذ التي من الإمكان مواجهتها أثناء التنفيذ،وسلط الضوء على المعوقات التي حدثت في التنفيذ التجريبي للمشروع وقال: تعدّ طبيعة هذا المشروع فريدة من نوعها وتنفّذ للمرة الأولى في المملكة، ولفت إلى أن هناك العديد من الصعوبات التي ستواجه التنفيذ. واضاف: واجهنا العديد من الصعوبات أثناء التنفيذ التجريبي وبحرص العاملين على المشروع وبالتنسيق المستمر مع شركائنا وزارة الداخلية، ووزارة التربية والتعليم، وبمصاحبة مديري المراكز والمدارس تمّ التغلب على هذه الصعوبات. وأشار إلى أن المشروع أبرز العديد من الإيجابيات التي شجّعتنا على التقدم في عملية الشروع في البرنامج. وقال: رغم أننا في بدايات المشروع ولكن البوادر مشجعة لحرص الطلاب وسكان القرى في الالتحاق بهذه الدورات والاستفادة من محتواها. وأبان أن هناك حرصا من المتدربين على إتقان المهارات الأساسية وإدراكهم لأهمية تقنية المعلومات في الحياة. وشرح المستشار والمشرف العام على تقنية المعلومات بوزارة التربية والتعليم الدكتور جار الله بن صالح الغامدي: تساهم وزارة التربية والتعليم في هذا المشروع من خلال المشاركة في تحديد المدارس المستهدفة حسب خبرتها لمدارسها وتحديد المواقع الجغرافية للمدارس وبعد ذلك التنسيق مع مديري تلك المدارس لتمكين الطلاب من المشاركة في هذه الدورات التي تنفذها وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات. ولفت المستشار والمشرف العام على تقنية المعلومات بوزارة التربية والتعليم إلى أن الوزارة تساهم بالعديد من الرؤى والخبرات انطلاقا من مسيرتها التعليمية في المملكة، عن طريق تزويد القائمين في هذا المشروع في وزارة الاتصالات بتغذية راجعة عن مدى نجاح هذه الدورات وسبل تطويرها. وأشار الغامدي إلى فائدة هذه الدورات العلمية للطلاب المستهدفين في المدن والقرى والهجر في المملكة حيث أن لها التأثير الإيجابي الكبير ليس فقط على الطلاب فحسب بل على المدارس بشكل عام وأولياء أمور الطلاب. و قال: إن المشروع يعد ثاني مشروع بالتنسيق مع وزارة الاتصالات، حيث تم في خلال العام الدراسي الحالي التنسيق لمشروع محاضرات رفع الوعي والتي أقامتها وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات في أكثر من 100 مدرسة للبنين والبنات في مناطق المملكة المختلفة، وتم التنسيق لهذا المشروع بشكل مرتب ومبكّر، ويتم التواصل الدائم بين القائمين على المشروع في الجهتين. معايير عالية وعلى الجانب الآخر قال رئيس الشركة المنفذة للمشروع شركة صناعة الحياة للتدريب والاستشارات عايد القاسمي: إن المشروع سيتمّ تنفيذه وفق معايير وإدارة عالية الجودة وتركز في الوقت ذاته على المخرجات التي يجب أن تكون متوافقة مع الأهداف المرسومة للمشروع عن طريق إدارة خاصة بالأعمال والمشاريع. وأشار إلى أن لضمان جودة تقديم المشروع فإن الشركة ألّفت فريقا مكونا من عدة جهات لإدارة المشاريع. بدأ من راعي المشروع الذي هو صانع القرار والمستفيدون من نتائج المشروع ومدير المشروع الذي هو المسؤول الأول عن نجاح المشروع وتحقيق أهدافه، إلى جانب المدير التنفيذي ومدير الجودة وأعضاء فريق المشروع وهيكلية تقديم التقارير. وأكد رئيس شركة صناعة الحياة أن إدارة الجودة هي إحدى الركائز التي تعتمد عليها الشركة في تقديم منتجاتها ، وهي من أكثر الإدارات لصياغة مشروع المنتجات.