حذّر وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ من الغلو في الدين، وترويع الآمنين، والسعي في الأرض فساداً، وقال: إن ذلك من أسوأ نتائج القول على الله بغير علم و هو من أعظم المحرمات وأشدها، وأعظم الشرور التي ابتليت بها الأمة الإسلامية بعامة، وبلاد الحرمين الشريفين المملكة العربية السعودية بخاصة؛ إذ خرج طغام من حدثاء الأسنان، وسفهاء الأحلام، على ولاة الأمر، وقالوا على الله بغير علم في أعظم المسائل العقدية الدينية والشرعية، فضلّوا وأضلّوا، وأساءوا إلى أمتهم الإسلامية، فكانت إساءتهم إلى دينهم أعظم، فألصقت بالإسلام تهمة وأزهقت أرواح الآمنين، وحورب الإسلام في جميع أنحاء العالم !!. وأضاف: إن المملكة ممثلة في وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد أسهمت أيضاً من خلال البرنامج المتميّز (حملة السكينة) الذي كان له كبير الأثر في علاج المشكلة، وتحييد كثيرين عن التعاطف، أو الانتماء للإرهاب، وقد كان لهذه الجهود الجليلة والأعمال المباركة آثار نافعة، وثمار يانعة، هدى الله بها كثيراً ممن ضلّ عن سواء السبيل، فرجع إلى الصراط المستقيم، وأنار بها بصيرة كثير من الناس، فعرفوا الحق، ووقاهم شرّ الوقوع في وحل الغلو، والتطرف، والإرهاب. واعتبر المؤلف سلمان العُمري أن ما حدث في السعودية خلال السنوات الماضية من أحداث مؤسفة وأعمال إرهابية بغيضة قام بها فئة من الخارجين على الجماعة، وعنها أنه امتداد لفكر منحرف يخرج بين الحين والآخر، يصيب الأمة بطعون مؤلمة لأنها ليست من الأعداء، بل من أناس ينتمون إلينا، ولكن الله -سبحانه وتعالى- دائماً يرد كيد الظالمين في نحورهم، ويوقعهم في شرور أعمالهم، وتكون عاقبتهم السوء في هذه الدنيا، وما عند الله في يوم الفصل أشد وأعظم، فقد استرخصوا النفس البشرية بالقتل والاغتيال، ودمروا الممتلكات وأهلكوا الحرث والنسل، ولقد قيّض الله لهم في هذه البلاد رجال أمن أشاوس، استطاعوا بحمد الله القضاء عليهم في أوقات قياسية على الرغم مما خططوا له، وجمعوا له من أموال وعدة وعتاد، وما عانت منه دول عظيمة في عقود طوال كانت لرجال الأمن لدينا الضربة القاضية في مدة يسيرة، ولا ننسى هنا تضافر الجهود وتكاملها في عناصر الأمن العام، والأمن الفكري المتمثل في قيام المؤسسات المعنية، ومنها المؤسسات الشرعية من خلال العلماء والقضاة والخطباء والدعاة وطلبة العلم وأئمة المساجد بجهود مشكورة في التصدي لهذا الفكر المنحرف، والتحذير منه، ومنع انتشاره، والتوضيح للناس مدى خطورته من عدم الانسياق بالعواطف مع ما يشيعونه، وكان لتكامل هذه الجهود بتوفيق الله الأثر الكبير في اندحار فلول الإرهاب والقضاء عليه. وخلُص العُمري في كتابه إلى أنه لا يوجد تعريف متفق عليه دوليًّا للإرهاب، وقد ذكر بعض التعريفات التي توصلت إلى رسم مفهوم عام للإرهاب، كتعريف الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب التي صدرت بالقاهرة عام 1998م، وتعريف مجمع الفقه الإسلامي التابع لرابطة العالم الإسلامي الذي صدر بتاريخ 26/10/1422ه كما عرف الأمن الفكري، وبيّن أن تاريخ الإرهاب قديم، وأنه قد تمارسه أحزاب، وطوائف، وعرقيات، وأنه لا دين له ولا وطن، وأن دولاً أوروبية تجرعت الإرهاب كفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، وإسبانيا، كما وقع مؤخراً في بلاد الحرمين, وأكد الكاتب ان أعمال الإرهاب التي وقعت في بلاد الحرمين، أساءت للإسلام والمسلمين، وليس لها أي مبرر شرعي، وإنما تصبّ في مصلحة أعداء الإسلام الذين استخدموا الإرهابيين كأداة لتنفيذ مخططاتهم لتشويه الإسلام والإضرار بالمملكة، مبيناً أن الإسلام لا يبيح الخروج على الحاكم المسلم، حتى مع افتراض وجود خلاف سياسي أو مخالفات شرعية، ذاكراً مثالين عمليين من تاريخ الأمة الإسلامية تجسد في موقف إمام أهل السنة، الإمام أحمد بن حنبل، وشيخ الإسلام أحمد بن تيمية -رحمهما الله تعالى-، كذا حذر من عاقبة تفشّي الأميّة الدينية، وأنها أرض خصبة لنمو الإرهاب، وبيّن تحريم الإسلام للإرهاب، مستنداً في ذلك إلى الأدلة من الكتاب والسنة، وأن الذين قاموا بهذه الأعمال لا يعذرون بجهلهم بعد ما توالت بيانات هيئة كبار العلماء بتحريم هذه الأعمال الإجرامية. كما تعرّض الكتاب لبيان أهمية الأمن الفكري، ولتصانيف العلماء المتقدمين في تأصيله والتحذير من ضده، مبيّناً الحاجة إلى تأصيل هذا المنهج في المدارس والجامعات حماية للفكر من الغلو والتطرف، وأن الأمن الفكري مسؤولية مشتركة، تبدأ من الأسرة والمدرسة، وتساهم في تحقيقه وسائل الإعلام والجامعات والدعاة وحلقات تحفيظ القرآن الكريم، مؤكدا على أهمية قيام الجامعات السعودية بتخصيص دراسات وبحوث أكاديمية في مرحلتي الماجستير والدكتوراه عن الإرهاب ومسبباته وعلاج العوامل المساعدة في قيامه ونشوئه دينيّاً واجتماعيّاً واقتصاديّاً وسياسيّاً، مشدداً على أهمية قيام وسائل الإعلام بتقديم الرسائل التوعوية وخاصة في المقالات والحوارات ، مع تبيان مظاهر الوسطية في ديننا الإسلامي من خلال المناهج الدراسية وتقديم الشواهد من تاريخ السلف الصالح من المسلمين، وذمّ الغلو والتطرف.