عندما تمر في أحد شوارع بلادنا وتشاهد هذا الإعلان الضخم / الفخم عن انتخابات المجالس البلدية وهو يحتوي على هذه العبارة الرائعة ، والتي تقول ( شارك في صنع القرار ) بماذا تشعر ؟ .. بالسعودي الفصيح : وش تحس فيه ؟! هل تصرخ : وحنا وش ذابحنا وجايب لنا الصمرقع والقولون والضغط .. غير أننا نبي نشارك ؟!! أنا – لقلة انتباهي – لم أشاهد هذه اللوحة الإعلانية إلا البارحة .. ويا للهول ! .. ( أول مرة أكتب « يا للهول « في مقال وذلك لحجم الصدمة .. لذا وجب التنويه ) .. يا للهول .. أصابني الدوار .. قرأتها أول مرة بهذا الشكل : شارك في صنع ( الفرار ) .. لا أدري أين ذهبت النقطة الثانية !.. فركت عيوني وقرأتها مرة أخرى بهذا الشكل : شارك في ( صبغ ) القرار .. سألت نفسي : يا ربي ! .. يعني وش أسوي ؟.. أصبغه فوشي مثلا ً ؟ .. ولاّ نيلي ؟ .. حتى يصبح القرار ( متنيّل ) مثلا ً ؟... أخيرا ً .. قرأت العبارة بشكل صحيح ( شارك في صنع القرار ) .. وهنا – سأحاول – إعراب وتفكيك هذه العبارة الحلوة التي قتلت الكثير من عشاقها : شارك : تجعلك هذه الكلمة تعود إلى الموروث المحلي ، وتستدعي من الذاكرة بعض الأمثال الشعبية .. مثل ( قِدر الشراكة ما يفور ) .. وتسأل نفسك : هل ستنضج هذه الطبخة ويستوي (القرار) إذا شاركت ؟! في : حرف جر يجر بالكسرة ويكسر بالجرة صنع : هل نؤمن أصلا ً بأن القرارات ( تُصنع ) وإن صناعة أي شيء تحتاج إلى عقول ماهرة ، وأدوات ، وأشياء أخرى حتى تكتمل صناعة هذا الشيء كما يجب .. أم أن ما يحدث – في بعض الأحيان – يأتي على البركة ، وبسبب المزاج في أحيان اخرى .. وأن بعضا من القرارات لم تطبخ جيدا ً .. ولم ( تُصنع ) كما يجب . القرار : أي ( قرار ) هذا الذي سأشارك بصناعته ؟ ردم الحفرة التي أمام منزلي ؟! وضع مطب جديد في الحي الذي اسكن فيه ؟! طيّب ! .. هداني الله و ( شاركت في صنع القرار ) .. إذن .. لماذا تنسون اننا نكتب منذ سنوات و نطالب بالمشاركة في صنع القرار ؟.. أم أن قراراتنا لا تتجاوز الحفرة والمطب ؟! ****** سألني أحد الأقارب : هل قيّدت اسمك كناخب ؟ قلت له : وأنا ناقص قيود حتى ( أقيّد ) اسمي ! [email protected]