إن الشباب هم عماد قوة كل أمة. فمن خلالهم تخطط الأمم الجادة لمستقبلها، ومن خلالهم يدخل الأعداء للاستيلاء على قلوبهم وعقولهم؛ ليكونوا لهم جيشًا مجانيًّا يحارب لأجلهم، ولو أقرب الناس إليه، لذا من الواجب علينا أن ندرك بأن مَن يتربصون بنا الدوائر يلاحظون تأثير إعلامنا الهادف على الشباب، ولا أدل على ذلك من دراسة أعدتها جامعة تل أبيب جاء فيها: (أن الشباب في الفترة العمرية ما بين 16- 25عامًا يكونون في مرحلة تكوين عقلي، وتتسم عقولهم بالانفتاح، ويتأثرون بالعاطفة. ومن هنا رأت الدراسة خطورة تأثرهم بالفضائيات الدينية التي استطاعت التأثير عليهم بشكل كبير ...) إذن نتفق على أن الإعلام وسيلة تغيير شاملة، فقد قال بيل جيتس: “مَن يسيطر على الصورة يسيطر على العقول”؛ لذا فإن (عبارة أعطني إعلامًا أغيّر لك شعبًا) عبارة صحيحة، وآثارها واضحة للعيان. والفتيات يمثلن نصف جيل الشباب في كل أمة، كما يمثلن فطرة ربانية جبلهن الله عليها؛ لذا فالخطاب الإعلامي الموجه لهن له سماته من ناحية: أولاً: الإلمام بالخصائص النفسية والبدنية والعقلية لهذه المرحلة، ومظاهر النمو المتعددة. ثانيًا: الإلمام بهموم وهمم الفتيات في هذه المرحلة. ثالثًا: الوقوف على حاجة الفتيات من الإعلام الهادف وهي: تتركز في الحاجة إلى التسابق نحو القوة الإسلامية من خلال ثوابتها وعن طريق فهم السلف الصالح المبني على منهج الرسول -صلى الله عليه وسلم- والصحابة -رضي الله عنهم- ويكون في: تغيير القدوات، تغيير العلاقات، تغيير الاهتمامات، تغيير المهارات. رابعًا: أهم تطلعات الفتيات: تطلعاتهن في المنهج: 1- المنهج الصحيح الثابت عند جمهور علماء الأمة المعتبرين منذ خير القرون. 2- نبذ التيارات المقدسة للعقل والمؤسسة للغلو في جانبي الدِّين أو الدنيا. 3- نبذ تحويل القنوات إلى ساحات مباشرة أو غير مباشرة للهدم في الأساس العقدي والحياة جميعها بعد ذلك. تطلعاتهن في البرامج المقدمة: 1- التخاطب معهن باللغة العربية الميسرة. 2- التحدث إليهن بلسان وروح الأب المشفق. 3- عدم جلد الذات باستمرار واحترام ذواتهن. 4- رفع همّتهن، وتشجيع مواهبهن، بإشاعة روح التفاؤل، وبعث الهمم للعمل والقيادة بين الأمم، وبالتالي عدم إضعاف القوة، وبث روح الهزيمة. 5- شغلهن بأعمال تطوعية تحت قيادة راشدة. 6- القدرة على الإنصات. 7- الاهتمام بالمظهر من خلال الديكور المميز المناسب لهن. 8- فقه واقعهن وقضاياهن وحاجاتهن بوضع حلول لما يعترضهن أسريًّا وعلميًّا وفكريًّا، وقبل ذلك شرعيًّا وفق فتاوى العلماء المعتبرين لنجنبهن التشتت الشرعي، ونبحر بهن بعيدًا عن أن يكن غثاء كغثاء السيل. 9- تنمية الجوانب الإبداعية، وتفعيل مشاركاتهن المجتمعية بخصوصيتنا الإسلامية المتميزة القائمة على التوازن بين حقوق الأسرة والمجتمع، والمبنية على أسس الحياء الحقيقي، والفطرة البشرية بتجنب الاختلاط والسفور بإشراف من مربيات فاضلات. 10- عدم الاعتماد على المعلومات غير الموثقة أو غير المتخصصين لما يؤدي إلى بلبلة الأفكار والمعتقد، وتربية مشاهد هش العلم. 11- اختيار المذيع المناسب لهذه المرحلة الخاصة بدقة وعناية، بحيث يكون أبًا يجمع بين القوة في الدِّين والعلم مع السمة الإسلامية. إن الفتيات يردن مَن يؤسس في قلوبهنّ وعقولهنّ الإسلام الذي يفاخرنّ به في كل مكان بخصوصيتنا الإسلامية بلا تدرج، يكون سببًا في الثبات على الضعف في الاستقامة، ومدخلاً إلى نزول مَن وصلت إلى الأعلى لتنزل إلى الأدنى، أو لتقنع به. (*) أستاذ مشارك بجامعة أم القرى - تخصص دعوة وعقيدة