انتقد ممازحاً رئيس مجلس الشورى الدكتور عبدالله آل الشيخ أعضاء المجلس خلال جلسة يوم الإثنين 13/06/1432 هجرية التابعة للسنة الثالثة من الدورة الخامسة قائلاً: «إن المجلس أصبح كأنه دوام طلاب المدارس حيث يبدأ العمل الساعة العاشرة صباحا وينتهي الساعة الثالثة عصرا» وأكد أنه وفقا للمادة 22 من اللائحة التنظيمية للمجلس فإنه من حق الرئيس تحديد موعد بدء الجلسة وإنهائها. كما أنتقد أيضاً تكرار مداخلات بعض أعضاء المجلس غير المجدية وإضاعتها للوقت في ما يخص الإتفاقات الثنائية مع الدول الشقيقة والصديقة. هذه الإنتقادات لم تكن وليدة اللحظة فقد سبقها سلسلة متكررة من الانتقادات وجهت لأعضاء المجلس قليلي الفاعلية أو ما تم تسميتهم سابقاً بِ «الأعضاء الصامتين», وقد سبق وأن لوح رئيس مجلس الشورى الحالي الدكتور عبدالله آل الشيخ خلال إحدى الجلسات السابقة وتحديداً في الجلسة السادسة والستين ليوم الإثنين 14 محرم 1432 ه التابعة للسنة الثانية من الدورة الخامسة بأنه سوف يقوم بتطبيق التجربة المصرية التي تتيح لرئاسة المجلس معرفة عدد مرات مداخلات الأعضاء في السنة الواحدة. ولم يكن رئيس مجلس الشورى الحالي هو الوحيد الذي أنتقد بعض أعضاء المجلس فقد سبقه سلفه الدكتور صالح بن حميد رئيس مجلس الشورى السابق حيث قال: «إن عدداً ليس بالقليل من أعضاء المجلس خلال الدورات الماضية لم ينطقوا ببنت شفة منذ دخولهم للمجلس وحتى انتهاء عضويتهم» وذلك بحسب ما أوردته صحيفة الشرق الأوسط بتاريخ 11/10/2005م وتناقلته الصحف المحلية, ومن ثم صرح الدكتور ابن حميد لاحقاً في تلك الفترة بأن الموضوع تم تضخيمه إعلامياً وأعرب عن اعتقاده أن الذين لم يتحدثوا في الدورات الثلاث أو الأربع لم يتجاوزوا أصابع اليد الواحدة. بلا شك إن عضوية مجلس الشورى مسئولية وطنية كبيرة الشأن على عاتق كل من أسديت له هذه المهمة خاصة وأنها تناقش أحوال الوطن والمواطن وقضاياهم واحتياجاتهم وما إلى ذلك. المواطن يتألم حقاً عندما يصل إلى مسامعه بأن من يقف على دراسة شؤونه واحتياجاته واحتياجات الوطن الذي ينتمي إليه يبدو أنه يتثاءب من ثقل المهمة عليه أو يلتزم الصمت عن إبداء المشورة أو يضيع وقت المجلس في مداخلات غير مجدية أو ينتظر الساعة الثالثة في كل جلسة كطالب المدرسة الذي ينتظر قرع جرس الإنصراف وذلك بحسب ما أوحاه إلى أذهاننا رؤساء المجلس على الرغم من أن الدولة رعاها الله لم تقصر في دعم أعضاء مجلس الشورى بإمتيازات كثيرة ليقدموا مقابلها عطاء مجزياً على الرغم أن شرف الإختيار لهذه المهمة النبيلة وحده قد يكون كافياً للحضور وقوفاً على الأقدام لمدة العشر ساعات الأسبوعية التي يقضيها عضو المجلس خلال يومي الأحد والإثنين. مجلس الشورى مهمة وطنية مستمدة من الدين الإسلامي الحنيف وقد أنزل سبحانه وتعالى في هذا الشأن سورة الشورى تنويها بمكانة الشورى في الإسلام، وتعليما للمؤمنين أن يقيموا حياتهم على هذا المنهج الأمثل الأكمل «منهج الشورى» لما له من أثر عظيم جليل في حياة الفرد والمجتمع كما تم شرحه في صفوة التفاسير(3/132) إستناداً إلى قوله تعالى: (وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ) الشورى (38). وعلى نفس سياق تلويح معالي رئيس مجلس الشورى الدكتور عبدالله آل الشيخ بأحقيته في تطبيق المادة 22 من اللائحة التنظيمية للمجلس والتي تعطيه أحقية تحديد موعد بدء الجلسة وإنهائها فإن المواطن يوصيكم بالمادة الرابعة من قواعد التحقيق والمحاكمة الخاصة بمجلس الشورى والتي تعطي الأحقية في تشكيل لجنة تحقيق لمحاكمة أي عضو تنسب له مخالفة وتطبيق العقوبات المناسبة في حقه والتي تصل لحد إسقاط عضويته وذلك حفاظاً على مهام المجلس وإبقاء للأصلح. [email protected]