ظهرت في السنوات الأخيرة على الساحة الثقافية مسابقات شعرية كبيرة استقطبت الجماهير، واستأثرت بمتابعة أعداد غفيرة من المشاهدين بالقنوات الفضائية ولعل من أبرز تلك المسابقات ما يلي: - مسابقة شاعر عكاظ. - مسابقة شاعر الملك. - مسابقة أمير الشعراء. - مسابقة شاعر العرب. - مسابقة شاعر المليون. - مسابقة شاعر المعنى. وهذه المسابقات سواء تلك التي تعنى بالشعر الفصيح أو تلك التي تعنى بالشعر الشعبي قد أعادت الشعر إلى الواجهة بشكل لم يسبق له مثيل، وفتحت الباب لفن العرب الأول وهو الشعر ليأخذ مكانته التي تليق به بين الفنون الأخرى، والمتتبع لهذه المسابقات سوف يلاحظ لأول وهلة أنها أتاحت للشعراء الكبار المجال الحصول على حقهم في التكريم والتقدير والمنافسة على المراتب المتقدمة التي تضع كل واحد منهم في موضعه بين أقرانه وتحاول تلمس الفوارق بينهم والمزايا لكل شاعر بحيث يقدم تجربته بصورة مناسبة، ومن جهة أخرى أتاحت للشعراء الآخرين تقديم تجاربهم على اختلاف أنواعها ومستوياتها وفي هذا تشجيع لهم وإثبات لوجودهم وإعطاء كل منهم فرصته لأخذ مكانه وتقديم عطائه الفني، وهذا الكم الهائل من القصائد التي تقدم في هذه المناسبات أو المسابقات تمثّل إثراءً للتجربة الشعرية العربية وهي معين لا ينضب ينهل منه الشعراء الآخرون، كما أنها ترضي رغبة عشّاق الشعر ومتذوقي هذا الفن الأصيل، فأصبح المشاهد العربي وبخاصة في الجزيرة العربية يتابع العديد من القنوات الفضائية التي تقدم تلك المسابقات، ويطلع المشاهد على تجارب شعرية في أماكن بعيدة ومناطق ودول متعددة وهو أمر من شأنه أن ينعكس على تجارب الأجيال الجديدة من الشعراء الشباب، كما أنه يعمّق المعرفة الشعرية للمشاهدين وبخاصة حين يستمع المشاهد إلى تعليقات لجان التحكيم التي تنقد القصائد وتبين جمالياتها وتحكم على جودتها، ومن الملاحظ أن دول الخليج على وجه التحديد قد اضطلعت بمهمة العناية بالشعر من خلال المسابقات الشعرية التي سخّرت لها الإمكانات ورصدت لها جوائز مالية ليس لها نظير في الدول الأخرى ووضعت لها البرامج التلفزيونية التي تستقطب الملايين من المشاهدين، ولهذا فإنه من المتوقع أن يؤثر هذا في المستقبل على تغذية روح الشعر في المجتمع بحيث تنتج لنا السنوات المقبلة أعدادًا هائلة من الشعراء الجدد المميزين، فانتظروهم.