تمكن الشاب حامد طلال المنصوري 23 عاما من الانتصار على شبح البطالة المخيف وفتح لنفسه “نافذة رزق”، رافضًا الاتكالية والاعتماد على الغير، وعلى الرغم من ضيق ذات اليد وازدحام سوق العمل ب “الوافدة” وعراقيل الروتين قاصمة الحلم والأمنية إلا أن حامد تحدّى بكل ما أوتي من قوة وقرر أن يخوض تجربة هي “الاجمل” في حياة شاب سعودي لم يتخط من العمر العشرين عامًا.. حكاية بدأت فصولها منذ أيام الطفولة وتحديدا بعد وفاة والده وبقائه وحيدا مع والدته واخوته، حيث عرف حامد لحظتها معنى “المسؤولية” وتحرك بدافع الحب والحرص ليبيع العطورات أمام المساجد بغية توفير لقمة العيش لأسرته.. ترك حامد دراسته في المتوسطة وضاعف من عمله وجهده متحملًا على مدى السنوات مضايقات الجهات الحكومية التي تلاحق الباعة الجائلة لينتهي به الأمر على عربة خضار “متنقلة” يكتب بها ومعها شهادة للشاب الطموح الذي خطب العمل بالعرق والجد ولم ينتظره كغيره على قارعة الكسل.. “المدينة” التقت حامد المنصورى واستمعت إلى حكايته. العمل الشريف يقول حامد المنصوري: منذ طفولتي وأنا مؤمن بمشروعية العمل الشريف. تركت دراستي وتفرغت للركض وراء الرزق ولا أخفيكم أننى أعيش مرارة المضايقات المستمرة من الجهات المسؤولة، مما يضطرني أحيانا للهروب كي أبيع ما معي من خضروات.. صدقوني لم أجد سبيلا لتحسين أوضاعي فليس لدي المال لفتح محل تجاري بالطرق الرسمية أو الحصول على مبسط بسوق الخضار والفواكه، التي تعج بالوافدة حتى اصبحت أدخل للعمل بها متنكرا بأزياء اجنبية كالزي الباكستاني. نقل قدم ويضيف حامد: تمكنت من جمع مبلغ يسير وذهبت للشركة المسؤولة عن سوق الخضار والفواكه أخبروني بضرورة دفع 20000 ريال سنويا المبلغ، الذي لم أره طوال حياتي وخلال سعيي في إيجاد أي حل آخر قمت بعرض شراء مبسط من العمالة، فأخبرني عدد منهم أنهم موافقون مقابل دفع 200000 ريال كنقل قدم على حد قولهم، وبعد ذلك دفع الإيجار السنوي للشركة المسؤولة وكأنهم متفقون على ذلك. لست عاجزًا وأكمل حامد: حاولت الاعتماد على نفسي وتعففت عن طرق أبواب الجهات الخيرية والحكومية كالضمان الاجتماعي، الذي يتزاحم به المسنون والعجزة رغم تفكيري بذلك في بعض الاحيان إلا أنني في كل مرة اردع نفسي ولا أرى ذلك مناسبا إلا أنني قد بلغ مني الجهد والتعب مبلغا كبيرا مع كل الضغوط التي أواجهها فهاجس الزواج مثلا لم يفارقني على مدى اربعة اعوام تقريبا . كما اتمنى ان اكمل نصف ديني وأوفق في الحصول على فرصة لأكمل تعليمي وانا على ثقة بأن لدي الامكانات لذلك كل ما أريده هو الدعم لي كشاب اختار طريق العمل الشريف والرزق الحلال ورفض سواه.