يقال بأن (اليابان) من أكثر بلدان العالم تغييراً للحكومات، حيث يرأس حكومتها كل (6) أشهر رئيس جديد، وأنا أرى أن نادي الاتحاد من أكثر أندية العالم تغييراً (للمدربين)، إذ يتوالى على تدريبه (3) مدربين في العام الواحد، يتم الاستغناء عن المدرب الأول بعد خسارة الفريق لبطولة (كأس الأمير فيصل)، والمدرب الثاني عقب خسارته بطولة (كأس ولي العهد)، والمدرب الثالث عند إخفاقه في بطولة الدوري. في اليابان لا يتأثر الاقتصاد بخروح (رئيس الحكومة)، لأن الأرضية الإدارية صلبة، وعقول العاملين متفتحة، أما في “الاتحاد” فإن الأرضية ذات تضاريس متشعبة، والمناخ متقلب، والأجواء كثيراً ما تصاحبها زخات من “تسونامي”، وروح الفريق معدومة، واللاعبون يقضون (تأبيدة) داخل أسوار النادي، محنطون منذ عهد المرحوم “عبدالفتاح ناظر”، يتغير المدربون بينما يظل اللاعبون صامدين أمام رياح التغيير، معظم مدربي العالم مرّوا، بل وأقاموا في شارع الصحافة، وكانوا ضيوفاً على الاتحاد، يفرض عليهم النادي لاعبيه (السكند هاند)، وحينما لا يحققون له بطولة يغدق عليهم في العطاء التزاما بالعقود، فيخسر البطولات ويخسر الأموال. تعاقب على تدريب الفريق عشرات المدربين، كان من أشهرهم ديمتري، وجوزيه، وكالديرون، وهكتور، وكل أولئك تعاملوا مع نفس اللاعبين الحاليين، إلاّ أنّ “جوزيه” كان أشجعهم حينما قال: “بأن اللاعبين كبار ولا بد من ضخ دماء جديدة في الاتحاد”، وهذه الحقيقة لم تعجب عاشقي التغيير، ولكي نثبت بأن الخلل ليس في “المدربين”، انظروا إلى ماحققه (كالديرون) في الهلال، حينما جعل الهلال يتجاوز الاتحاد في دوري (زين) ويحقق البطولة، وهو الآن على مشارف إقصاء الاتحاد من “بطولة آسيا”، ألم يكن “كالديرون” مدرباً للاتحاد قبل ذلك؟!. المدرب لا يشكل عاملاً أساسياً في سقوط فريق أو حتى في صعوده، بدليل، لو أن مهمة “برشلونة” أُوكلت ل(حسن خليفة) لحقق الفريق بطولة الدوري الأسباني، في مقابل إخفاق الاتحاد لو أنّ مهمة تدريبه أوكلت ل(مورينهو وغوارديولا) معاً، لأن اللاعبين يفتقرون للموهبة والقدرات الفنية العالية علاوة على كبر سنهم. أهمس في أُذن الاتحاديين المخلصين.. عليكم بالتخلص من أغلب لاعبيكم الذين مرّ معظمهم بكل أولئك المدربين، امنحوهم التقاعد، أعيدوا للاتحاد سمعته ووضعه اللائق به، أوقفوا حروب التصريحات، امنحوا الرئاسة للكفء والقادر على “الدفع”، فبدون ذلك لن تقوم للاتحاد قائمة. [email protected]