تعثر الموقف الفلسطيني منذ انشطار الشعب الفلسطيني بين منظمة فتح في الضفة الغربية وبين حركة حماس في قطاع غزة، وترتب على الانشطار نتائج خطيرة للغاية في التفاوض السلمي مع إسرائيل التي استغلت هذا الانقسام في صفوف الفلسطينيين وأخذت تفرض إرادتها على العمل الوطني الفلسطيني إلى الدرجة التي أصبح معها من المستحيل الوصول إلى اتفاق بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي حتى أصبح التفاوض يدور في حركة مفرغة يتم في ظلها فرض إرادة إسرائيل على الأراضي الفلسطينيةالمحتلة منذ عام 1967م من خلال ممارسة الاستعمار الاستيطاني بالتوسع في المستوطنات اليهودية، وبناء مستوطنات يهودية جديدة في الضفة الغربيةوالقدس الشريف المحتل، حتى أدركت فتح وحماس الوضع الخطير السائد بينهما فتفاوضا وتم التفاهم بينهما على جميع القضايا الخلافية مما يبشر بموقف موحد بين فتح وحماس بكل النتائج الإيجابية في التفاوض السلمي، والكفاح الوطني.. لا نقول ذلك اجتهاداً وإنما استناداً إلى ما حدث من تفاهم بين حركتي فتح برئاسة عزام الأحمد رئيس كتلة فتح البرلمانية، وحماس برئاسة دكتور موسى أبومرزوق نائب رئيس المكتب السياسي على جميع القضايا الخلافية بما فيها الانتخابات وتشكيل الحكومة، وسوف يتم الإعلان عن هذا الاتفاق في وقت لاحق. على الرغم من هذا الموقف الإيجابي الفلسطيني لا تزال إسرائيل تتلاعب ويتضح ذلك من التناقض بين الموقف الفلسطيني الذي تبدأ عنده حملة دولية تقوم بها القيادة الفلسطينية تهدف إلى إدانة الاستيطان الإسرائيلي وتهويد القدس، أعلنت السلطة الإسرائيلية عن مشروع يستهدف بناء 386 وحدة استيطانية في حي الشيخ جراح ووصف صائب عريقات عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير المشروع بأنه لغم سينفجر في عملية المفاوضات وينسفها، مما جعله يدين المشروع ويحمل إسرائيل المسؤولية كاملة عن نتائج تنفيذ بناء هذه المستوطنات والاستمرار في جريمة تهويد أحياء القدس الشريف مؤكداً بأن السلام لن يتحقق بدون القدس ويزيد المشكلة تعقيداً أن المخطط الإسرائيلي يستهدف بناء 800 وحدة سكنية لتمثل مستوطنة يهودية في جنوب مستوطنة «جيفعات زئيف» في شمال مدينة القدس. من ناحية أخرى دعا رئيس الوزارة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أعضاء المنتدى الوزاري السباعي إلى اجتماع ليتم خلاله مناقشة ما يتردد من وصول قافلة من السفن الدولية (أسطول الحرية 2) التي ستبحر إلى قطاع غزة في منتصف شهر يونيو من عامنا الحالي 2011م، وأعلنت صحيفة هاآرتس أنه لم يطرأ أي تغيير على سياسة الحكومة القاضية بمنع فك الحصار البحري المفروض على قطاع غزة وقالت الصحيفة هناك بدائل أخرى ستطرح للنقاش في المنتدى الوزاري السباعي تقدم بها وزير الخارجية أفيجدور ليبرمان، وقيادة الجيش الإسرائيلي وتدعو إلى السماح لسفن القافلة بالوصول إلى قطاع غزة بعد إخضاعها لتفتيش أمني إما في ميناء أشدود أو ميناء حيادي. أعلن من ناحية أخرى نبيل شعث عضو اللجنة المركزية لحركة فتح أن التخطيط الإسرائيلي يستهدف بقاء قوات الاحتلال في جزء من منطقة غور الأردن، و10 كيلو مترات داخل أراضي الضفة الغربية، والمنطقة الواقعة بين بيت لحم ورام الله، وهي مرفوضة فلسطينياً ولا تقبل النقاش، وأضاف نبيل شعث أن رئيس الوزارة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لن يقدم جديداً في خطته المقبلة، وهذه الحقيقة تجعل الوضع التفاوضي مع إسرائيل غير مجدٍ لأن تل أبيب لا تريد التفاهم وإنما تريد أن تفرض إرادتها باعتبارها حققت انتصاراً في عام 1967م وترتب عليه احتلال للأرض وهي لا ترغب في التنازل عن الأرض التي تحتلها وإنما تريد أن تفرض وجودها عليها من خلال المفاوضات مع الفلسطينيين الذين يريدون استرجاع أرضهم المحتلة وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عليها دون أن يكون لإسرائيل أي وجود على المجال الإقليمي للدولة الفلسطينية، وأكد هذه الحقيقة الجانب الفلسطيني بقوله: إن رئيس الوزارة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لم ولن يقدم جديداً في خطته المقبلة للتفاوض، وبالتالي فإنه لن يقبل أن يتفاوض مع الجانب الإسرائيلي لأنه يرفض أن تأخذ تل أبيب جزءاً من الضفة الغربية وطالب الفلسطينيون بأن أية مبادرة أمريكية جديدة ستطرح لابد أن تشمل وقفاً كاملاً للاستيطان والالتزام بمرجعية عام 1967م التي تقرر بوضوح الأرض مقابل السلام مع إسرائيل، وأكد الموقف الفلسطيني الثابت من ضرورة الوقف الكامل للاستيطان وتحديد مرجعية واضحة للمفاوضات التي تلتزم بها سلطة الاحتلال الإسرائيلية وعبر الموقف الفلسطيني بصراحة ووضوح أن الاتصالات الأمريكية الحالية مع القيادة الفلسطينية لن تجدي ما لم تشمل وقفاً كاملاً للاستيطان قبل الذهاب إلى طاولة المفاوضات والالتزام الإسرائيلي بالقرار الدولي الصادر عن مجلس الأمن برقم 242 الذي يقرر بكل وضوح بأن الأرض المحتلة مقابل السلام مع إسرائيل، الذي يقوم على أساس دولتين فلسطينية كاملة الاستقلال وتتخذ من القدس عاصمة لها، وإسرائيل عند حدود سنة 1948م، وهي الأرض التي اغتصبتها تحت مظلة الاحتلال البريطاني، الذي كان يمارس الانتداب على فلسطين من بعد الحرب العالمية الأولى واستمر طوال الفترة التي امتدت إلى ما بعد الحرب العالمية الثانية وسمحت قوات الاحتلال البريطاني بعصابات الصهاينة من احتلال الجزء الغربي من فلسطين في سنة 1948م وقامت إسرائيل وتسابقت الدول الاستعمارية إلى الاعتراف بها والسبب في ذلك جماعات الضغط الصهيونية في الدول المختلفة مما جعل للدهلزة الصهيونية أدواراً فعالة على الدول المختلفة، وإسرائيل اليوم تستثمر هذه الدهلزة الصهيونية في توجيه القرار الدولي ليخدم مصالحها ويفرض إرادتها والدليل على ذلك الدور الأمريكي في الإسراف باستخدام الفيتو لصالح إسرائيل حتى مسخ دور مجلس الأمن.