في مباراته الأخيرة الحاسمة التي جمعته الأسبوع الماضي بمنافسه الكبير تشلسي ، برهن رجال السير ألكس فيرجسن أنهم الأجدر والأكثر استحقاقا لنيل اللقب التاسع عشر الذي حطم رقم ليفربول القياسي السابق . مانشستر يونايتد فريق عظيم ، ومصدر عظمة هذا الفريق تعود إلى العديد من العوامل ، أولها ذلك المستوى التكتيكي الذي أعتقد أنه الأعلى بين جميع فرق العالم . في مانشستر يونايتد ليس هناك لاعب واحد لا يقوم بأدوار تكتيكية تؤهله لأداء أدوار مزدوجة داخل أرضية الملعب . أنظر فقط إلى قدرة السير ألكس على توظيف قدرات مهاجمه الفذ وين روني في صناعة اللعب في الثلث الأخير من الملعب ، وأنظر إلى قدرة السير ألكس على توظيف خبرة ومهارة رايان غيغز في صناعة اللعب وفي أداء الأدوار الدفاعية وفي تبادل المراكز مع الكوري الرائع جي سونغ بارك الذي يعود بدوره لأداء دور المحور الثالث في حالة الدفاع ويقوم في حالة الهجوم بدور الجناح أحيانا وبدور المهاجم الثالث القادم من الخلف في أحيان أخرى . أنظر إلى كل ذلك وتأمله جيدا ، وستعرف أن فريق السير ألكس وإن لم يكن الأفضل على صعيد العناصر الفردية ، فإنه الأفضل دونما أدنى جدال على الصعيد التكتيكي الذي أهله لتقديم أهم كرة إيجابية على المستوى القاري وليس المستوى المحلي فقط . فريق مانشستر يونياتد هو الفريق الوحيد الذي يدافع بالكامل ويهاجم بالكامل ، وباستثناء راس الحربة الصريح الشاب المكسيكي هرنانديز المعروف بتشيتشيريتو ، فإن كل لاعب من لاعبي الشياطين الحمر ، يقوم بأداء مهامه الدفاعية والهجومية على أكمل وجه بما فيهم المهاجم الفذ وين روني والجناح التقليدي فانسيا . لقد قام السير ألكس بإعداد لاعبيه وصقلهم وتطويرهم بنفسه ، وهذا هو الفرق الرئيسي بينه وبين غيره من المدراء الفنيين الذين يلجؤون إلى استقدام اللاعبين الجاهزين دون أن يتمكنوا من تطوير أدائهم واكتشاف الكامن من قدراتهم . ولعل الانحدار الكبير في مستوى البرتغالي الموهوب كريستايانو رونالدو بعد انتقاله من مانشستر يونايتد إلى ريال مدريد - نفس ما حدث لكل من الهداف الهولندي القدير روود فان نستروي ولاعب الوسط الكبير ديفيد بيكام - يعتبر دليلا على أن اللاعب مهما بلغ من مستوى فإنه لا يستطيع أن يحافظ على أدائه إذا ما افتقر إلى المدير الفني القادر على توظيف قدراته وتفجير إمكاناته بحسه التدريبي الخارق وفكره الكروي الخلاق . هنيئا للمانشستراويين بمديرهم الفني الظاهرة السير ألكس فيرجسن .