قال الضَمِير المُتَكَلّم : ما يذكره أهل المدينة لأمانة المدينة طوال ربع قرن من الزمَان حرصها على الخصخصة وزيادة مداخيلها من خلال الاستثمار في أي شيء وكل شيء !! فالحدائق العامة تمّ تأجيرها على مستثمرين ولا عزاء للمساكين الذين يسكنون مع أولادهم في نزهاتهم الأرصفة والطرق العامة !! حدائق الأحياء التي تعتبر متنفساً لقاطنيها تمّ أيضاً تأجيرها للتجار ، وتحولت إلى مجمعات تجارية !! وكذلك المساحات المخصصة مواقف للمركبات في المخططات السكنية لم تسلم من ذلك !! والحقيقة أن ( أهل المدينة الطيبين ) كانوا يتوقعون أن تستثمر ( الأمانة ) في كل شيْء ؛ لكن لم يتوقعوا أن يصل ذلك إلى المقابر !!نعم في بعض الدول ك ( مَصْر ) تستخدم وتؤجر المقابر أو كما تسمى هناك ( التُّرَب ) مساكن ومكانا لإيواء الفقراء !! ولكن لم يدر في تفكير أحد من أهل طيبة ( حتى أطفالهم ) أبداً أن يحدث هذا في مدينتهم الطاهِرة ؛ ولكن ذلك قد وقَع ؛ فقد نشرت صحيفة عكاظ يوم الاثنين الماضي ( 2 مايو ) الخبر التالي : ( قادت عمليات حفر لإنشاء مجمع سكني في حي الدويمة في قباء، جنوبي المدينةالمنورة، إلى اكتشاف « 37 قبراً « في أرض باعتها أمانة المدينة قبل أربعة أعوام على هيئة زوائد تنظيم، مما دفع المقاول لجمع رفات الموتى والإبلاغ عن ما نبشت عنه معدات الحفر؛ فهرعت لجنة عاجلة وجّه بها مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، مكونة من المحكمة العامة والأمانة إثر بلاغ تقدم به أهالي الحي إلى هيئة الأمر بالمعروف بمجرد مشاهدتهم للرفات والعظام !! وقد أكدوا أنهم قد اعترضوا سابقاً على عملية بيع الأرض لصالح مجمع سكني، لأنهم متيقنون من كونها تضم مقابر أسلافهم، إلا أن الأمانة تجاهلت مطالبهم، وأتمت المبايعة )! ويبقى القول : شكراً لسماحة المفتي على سرعة تفاعله مع هذه القضية ، وشكراً لصحيفة عكاظ ( وتحديداً مكتبها في المدينةالمنورة ) على جهوده وجرأته وشفافيته !! وهنا لابد من التحقيق المحايد ومحاسبة الفَاعِلِين والتشهير بهم كما حدث مع بعض مستوردي الشعير المخالفين ؛ فأولئك تاجروا بقوت الحيوان ؛ وهؤلاء ارتكبوا ما هو أعظم ؛ فقد تاجروا بعِظَام الإنسان !! ألقاكم بخير والضمائر متكلمة . فاكس : 048427595 [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (3) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 (Stc) 635031 (Mobily) 737221 (Zain)