هاجم انتحاريان أكاديمية باكستانية لقوات الأمن اليوم الجمعة مما أسفر عن مقتل 80 شخصا انتقاما لقتل أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة مع استمرار الغضب الباكستاني من العملية الأمريكية الخاصة التي استهدفته. وكانت قوات أمريكية خاصة قد انتقلت جوا من أفغانستان للعثور على بن لادن وقتله في مخبأه ببلدة في شمال باكستان في الثاني من مايو أيار. ورحبت اسلام اباد بقتل بن لادن ووصفته بأنه خطوة مهمة لمكافحة التشدد لكنها أعربت عن غضبها من العملية السرية الأمريكية التي نفذتها واشنطن لقتله وقالت إنها انتهاك لسيادتها. وعمق العثور على بن لادن في بلدة أبوت اباد بالقرب من أكبر أكاديمية عسكرية باكستانية من شك الولاياتالمتحدة في أن قوات الأمن الباكستانية كانت تعلم مكان اختباء زعيم القاعدة. وتعهد أنصار بن لادن بالانتقام لقتله وقالت حركة طالبان الباكستانية إن هجوم اليوم على الاكاديمية الواقعة ببلدة تشارسادا في شمال غرب باكستان هو أول انتقام لقتل زعيم القاعدة. وقال إحسان الله إحسان وهو متحدث باسم الحركة عبر الهاتف من مكان غير معلوم "إنه أول انتقام لإستشهاد.. بن لادن. سيكون هناك المزيد." ونفذ الانتحاريان هجومهما بينما كان المجندون في طريقهم للخروج من الأكاديمية لقضاء عطلة الاسبوع وكان من بين القتلى 65 مجندا. وكان الهجوم بمثابة تذكرة بخطر المتشددين الذي تواجهه باكستان حتى بعد ان زاد العثور على بن لادن على بعد 50 كيلومترا عن إسلام اباد شكوكا بازدواجية المعايير في باكستان. وتقاتل طالبان الباكستانية الحليفة المقربة من تنظيم القاعدة لاسقاط حكومة اسلام اباد وتطبيق الشريعة الاسلامية. ورفضت باكستان تلميحات بأن المخابرات الباكستانية كانت تعلم بمكان اختباء بن لادن. وألغى الجنرال خالد شميم وين رئيس هيئة الأركان المشتركة في الجيش الباكستاني زيارة مدتها خمسة أيام للولايات المتحدة كانت ستبدأ يوم 22 مايو ايار الجاري. وقال مسؤول عسكري لرويترز "اتصل بنظيره الأمريكي ... وأبلغه أن الزيارة لا يمكن أن تتم في ظل الظروف الحالية." ويحضر الجنرال أشفق كياني قائد الجيش الباكستاني اجتماعا مغلقا في البرلمان في وقت لاحق اليوم الجمعة يقدم خلاله مسؤولون عسكريون افادة. وقال مسؤول أمريكي طلب عدم ذكر اسمه "لا توجد خطط على الإطلاق لوقف أو تقليل العمليات الأمريكية لمكافحة الإرهاب في باكستان ... ستستمر الجهود للقضاء على الإرهاب." ودعا بعض المشرعين الأمريكيين إلى تعليق المساعدات التي تقدم إلى باكستان بسبب الشكوك حول التزامها بملاحقة الاسلاميين المتشددين. لكن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما أكدت على أهمية استمرار التعاون مع باكستان من أجل مكافحة التشدد وإحلال الاستقرار في دولة أفغانستان المجاورة. واحتدم الجدل حول ما إذا كانت التحقيقات التي قامت بها إدارة الرئيس السابق جورج بوش قد ساعدت في العثور على بن لادن عندما قال السناتور الأمريكي الجمهوري جون مكين إن تعذيب المعتقلين لم يساعد في ملاحقة زعيم القاعدة. وأضاف مكين أن ليون بانيتا مدير وكالة المخابرات المركزية الامريكية قال له إن ملاحقة بن لادن لم تبدأ بمعلومات حصل عليها المحققون من خالد شيخ محمد العقل المدبر لهجمات الحادي عشر من سبتمبر أيلول وهو أمر أكده بعض المساعدين للرئيس الأمريكي السابق بوش. وقال مكين إنه يريد توضيح "معلومات خاطئة" قد تجعل الأمريكيين يعتقدون أن المعاملة القاسية للسجناء مقبولة.