في لقاء أجرته الرسالة مع الإعلامي المعروف والعضو السابق في مجلس الشورى (د. بدر بن أحمد كريم) القى باللائمة على التلفزيون السعودي فى إهمال الشباب، وتهميشهم، وتركهم عبئًا على وطنهم وعالة على أنفسهم، مشيرًا إلى أن التلفزيون لم يفعل المادة (11) من السياسة الإعلامية، ولفت بدر كريم إلى أن ما يقارب (4) ملايين شاب سعودي هم ضحايا التلفزيون، موضحًا أن هناك (9) قنوات فضائية سعودية رسمية، تبث (200) ساعة يوميًا، ليس للشباب واحدة منها، وتساءل: ما أوليات التلفاز إذا لم يكن الشباب في مقدمتها؟ إلى تفاصيل ما قال: " عام 1427ه وجه خادم الحرمين الشريفين (الملك عبدالله بن عبدالعزيز) عددًا من الوزارت من بينها وزارة الثقافة والإعلام، بالاستفادة من الدراسة التي أعدها مركز أسبار للدراسات والبحوث الاجتماعية، والاسترشاد بها، فيما يتعلق بالخطط المستقبلية المتعلقة بالشباب، لتفادي التحديات القائمة، ومواجهة المشكلات المحتملة ". ترتيب الأولويات وأضاف بدر كريم: " إن التلفزيون يبث الآن أكثر من (200) ساعة يوميًا، من خلال (9) قنوات فضائية، ليس لما يقارب (4) ملايين شاب سعودي نصيب منها" وتساءل: ما أوليات التلفاز إذا لم يكن الشباب في مقدمتها؟ ألا يعلم أن أكثر من (61%) من المواطنين، هم من فئة الشباب (أعمارهم بين 15 و 24 سنة)؟ ألا يدري أن نسبة كبيرة منهم يمثلون هدفًا للتيارات والتوجهات الفكرية المختلفة؟ هل عرف أن (11,5%) فقط من الشباب السعودي يرتادون المرافق الثقافية، التي انتقلت مسؤوليتها لوزارة الثقافة والإعلام؟ أي أن (87،5%) من الشباب لا يستفيدون من المرافق الثقافية للوزارة، فضلًا عن أن الدراسات أثبتت أن هناك علاقة بين الشباب من جهة، والإرهاب من جهة، وتجارة المواد المخدرة من جهة أخرى. وأضاف كريم: إذا أراد التلفزيون معالجة أي جانب من جوانب متطلبات الشباب، فليتذكر بعض البديهيات، موضحًا أنه لم يفعل ذلك، بل بخل على الشباب بعملية بنائهم، ولم ير الحقائق المرة كما هي، وإلا لأسرع فورًا في إنشاء قناة شبابية خاصة، تخاطبهم بوضوح وبساطة، عبر أشكال وصيغ إعلامية، وهم الذين أصبحوا الآن الشغل الشاغل للناس، أفرادًا وحكومات وشعوبًا، يخططون للشباب، ويستشرفون آفاقهم، ويحاولون جاهدين: التعرف على حاجاتهم، وقضاياهم، فهم نعمة يُخاف زوالها، أو يعانون من نقمة يخشى استمرارها. التمويه الايديولوجي وشدد على أن الشباب السعودي (ذكورًا وإناثًا) حقيقية حاضرة حضورًا أبديًا، وليس كمًا مهملًا، سرعان ما يرتد على: قيمه، ومجتمعه، ووطنه، ومن ثم فعلى التلفاز أن يسأل نفسه: ماذا قدّم للشباب؟ هل استطاع أن يؤثر فيهم تأثيرًا إيجابيًا؟ هل أعد لهم برامج تخفف من مللهم، وسأمهم، وقلقهم،؟ وهل كان سلعة فائقة الجودة أم عديمة الجدوى؟ وعلى الشباب إبداء آرائهم إزاء أداء التلفاز نحوهم، وما يحتاجون إليه مما هو غير موجود فيه، فمن الخطورة بمكان ألا يجد الشباب مؤسسة إعلامية، لا تسمح لهم باستخلاص ما هو ثابت في مجتمعهم، وما هو بمثابة القانون الذي يعالج الظواهر السلبية، التي إن مرت دون أن تعالجها أي مؤسسة إعلامية، فإن مساحة الاضطرابات بين الشباب تكبر، وتتنوع، يقودها التطرف، وتذكيها مواقف فكرية حادة، تنتقي أسلحتها من التمويه الايديولوجي، الذي يتخطف الشباب، وقال بدر كريم:" إن الحديث عن مسؤولية التلفاز إزاء الشباب السعودي، يحتاج إلى صيغ صريحة وواضحة، أساسها محدد، وهويتها متكاملة، وليكن واضحًا أنّ تحول بعض الشباب إلى مصدر من مصادر إقلاق أمن وطنهم ومواطنيهم، لا ينبغي أن يكون حديثًا افتراضيًا، أو غير واقعي، لأن التلفاز مؤسسة إعلامية إما أن تكون منعدمة التأثير في الشباب كليًا أو ضعيفة، وإما مصدرًا من مصادر قوتهم، وبناء شخصياتهم، وصقل مواهبهم وإبداعاتهم، والإسهام في حل مشكلاتهم، وتكاليف تركهم فريسة للفراغ باهظة، ومدمرة اقتصاديا، واجتماعيا، وهم قنبلة موقوتة، إذا انفجرت تأكل الأخضر واليابس، وساعتها لا ينفع الندم، ولا البكاء على اللبن المراق". مواجهة الغزو الفكري وتمنى لو وضع التليفزيون فى حسبانه قناة خاصة للشباب ضمن القنوات الخمس التى أطلقها فى غضون أحد عشر شهرا من تسلم معالى وزير الثقافة والاعلام د.عبد العزيز خوجه حقيبة الثقافة والاعلام. موضحًا أن وزارة الثقافة والإعلام، التي رصدت لها الدولة خلال خطة التنمية التاسعة نحو (12,1) بليون ريال، تملك أسلحة فعالة، إزاء ما هي بصدده.. المواد الأولية لقناة الشباب موجودة، والمخاطر التي تحيق بهم باتت معروفة، وقال: “لكي يصبح التلفزيون السعودي إعلامًا بمعناه الواسع الشامل، فلا بد من مواجهة الغزو الفكري الذي عطل في الشباب السعودي عقولهم، ويكاد يهدد ثقافتهم الوطنية.