ابتكر بعض أبناء الجالية الفلبينية أسلوبًا جديدًا للتسول وذلك من خلال رفع لافتات يقفون بها إلى جوار قنصلية بلادهم في جدة لاستعطاف المارة مشيرين إلى حاجتهم إلى المساعدة. ومن بين العبارات التي دونها البعض طلبًا للمساعدة «نطلب من فائق سعادتكم إخواننا المحترمين بعض المساعدة للأشقاء الفلبينيين العمّال الذين تقطعت بهم السبل للعودة إلي ديارهم، تبرعوا ولو بالقليل، ولكم عظيم الأجر من الله العلي العظيم». «المدينة» رصدت هذه الظاهرة ميدانيًا، وشاهدت نساءً ورجالا يتسولون بهذا الأسلوب أمام قنصلية بلادهم، وتحدثت إلى بعضهم، حيث أوضحوا أنهم يريدون جمع بعض المال لتوفير احتياجاتهم من الطعام والشراب. وأوضح القنصل الفلبيني بجدة الدكتورة مري جنيفر دومنقو دنقال أن ما يقوم به هؤلاء من أعمال مخالفة، الغرض منه الضغط على القنصلية لتسفيرهم إلى بلادهم، مبينًا أن القنصلية قامت بمساعدتهم بعد التشاور مع الجهات الحكومية المعنية في جدة، وتم تسكينهم في مدينة الحجاج، ومنح كل شخص منهم مبلغ 15 ريالًا يوميًا على نفقة القنصلية، ولكنهم خرجوا منها بإرادتهم رغم توفير جميع احتياجاتهم. وأضاف: القنصلية تعمل على مساعدتهم بشتى الوسائل وتسعى لتسهيل سفرهم إلي الفلبين، ولكن هناك أنظمة يجب الالتزام بها، وهي التحقيق معهم وجمع المعلومات الكافية عنهم قبل سفرهم، فهم ليسو من مخالفي نظام الحج والعمرة، بل مقيمين هربوا من كفلائهم، لذلك لابد من التوصل إلى كفلائهم وإكمال الإجراءات اللازمة حيالهم، وقد تعهدت القنصلية بالتكفل بتذاكر السفر وجميع الاحتياجات الخاصة بسفرهم. ونوه القنصل بأن الذين يمارسون التسول يقصدون الضغط علينا حتى نعجل بسفرهم، وهم قلة لايتجاوزون العشرين شخصًا، وقد طالبناهم بالعودة إلى مقر الاقامة الذي تم تحديده في مدينة الحجاج. أوضح المتحدث الرسمي لشرطة جدة العقيد مسفر الجعيد أن هناك متابعة يومية للجالية الفلبينية من قبل الشرطة، بتوجيهات من مدير شرطة جدة اللواء على الغامدي، وبالتنسيق مع جوازات العاصمة المقدسة وقنصلية الفلبين من أجل ترحيلهم. وأشار إلى أن الأوضاع مطمئنة ولا توجد أي ملاحظات، وأن من يقومون بالتسول قلة مخالفة للأنظمة، بغرض الضغط على قنصلية بلادهم والجهات الحكومية لتسفيرهم على حساب الدولة، ولكن العمل جارٍ الآن لتسفيرهم بعد تحمل القنصلية كامل تكاليف السفر.