لازلت أتذكر تلك الليلة التي جمعت أمير مكة المحبوب خالد الفيصل بجمع مبارك من أهالي منطقة مكةالمكرمة، هذه المدينة التي سوف تشهد إستراتيجية، وخطة عمل حتى ترقى إحساسًا بمكانتها وقدسيتها، والمعادلة التي فرحنا بها نحن أهالي مكة الكلمات التي تحدّث بها سمو الأمير خالد الفيصل عندما قال: منذ اليوم الأول الذي عُيّنت فيه وتشرّفت بتعيني أميرًا لمنطقة مكةالمكرمة، وأنا أفكر من أين نبدأ العمل على وضع إستراتيجية وخطة عمل للنمو بهذه المنطقة، وبعد تفكير طويل وجدتُ أن نقطة الانطلاقة يجب أن تكون هي الكعبة المشرفة، ويجب أن ننطلق من هذا المكان، فلولا الكعبة ما كانت مكة، ولولا مكة ما كانت هذه المدن: جدة والطائف، فوجود الكعبة والحرم في هذه البقعة المباركة هو الأساس لكل تنمية. ما أروع كلماتك يا سمو الأمير، فأنت الذي شخّصت كثيرًا من الأمور حتى نلتزم بالواجبات والمسؤوليات، ونصل بالخدمات إلى مستوى الرقي، ونبتعد عن ما يعكر تنمية الإنسان. إن حديثك عن العديد من النقاط يا سمو الأمير له وقع جميل، فعندما قلت وأكدت على أهمية الوقت واستثماره -حيث إننا من أكثر شعوب الأرض تفريطًا في الوقت- قلت: نحن لا نزال في العالم الثالث، وهكذا يكتب عنا، ولابد أن نأخذ نصيبنا في العالم الأول، ونحن لا نريد أن نبقى على هامش المسيرة التنموية.. ولدينا كل المقومات الأساسية، وأولها الجانب الديني، فالدِّين الإسلامي هو الركيزة التي بها أعمدة هذه الدولة، وهو يعتبر الأساس جنبًا إلى جنب مع الثوابت، ونحن نتمسك بثوابتنا، وبقواعدنا الشرعية، نتمسك بالخضوع لها بما يتفق مع الدّين الحنيف. ونحن أصحاب حضارة وقيم حتى نكون في المكانة اللائقة. * من الأعماق: أين تلك الصور الجميلة؟ أين غابت، واختفت واختفى معها عبق الماضي وعراقته..؟! غابت تلك الوجوه التي تعطيك الابتسامة، وتعاملك بصفاء دون مداهنة، عشنا بينهم، وشاهدنا كيف يسكن الحب العامر في قلوبهم أبهى صوره بينهم، هذا الحب الفياض والمتدفق صنع مشاعر المودة حولهم، أين تلك النفوس التي لطالما رافقت عراقة الماضي؟ كنت أسأل صديقي عن تلك المدينة التي أخذت منا ذكريات تظل عالقة لا يمحوها غبار السنين، وعشت أجوب بذاكرتي في تلك الأمكنة التي كنا نمشي على ترابها، والبيوت التي تناساها الزمن والأحباب، وكأنها لم تكن، رائحة الماضي فيها لازالت تفوح. [email protected]