قال ناشط حقوقي في حمص: إن دبابات الجيش السوري قصفت منطقة سكنية في ثالث أكبر مدينة بسوريا أمس والتي أصبحت من أكبر المراكز السكانية تحديًا لحكم الرئيس بشار الأسد، فيما دعا الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون الأسد إلى الكف عن استخدام العنف المفرط والاستجابة لنداءات الإصلاحات. وقال الناشط نجاتي طيارة: إن حمص تهتز بأصوات الانفجارات من قصف الدبابات والأسلحة الآلية الثقيلة في حي بابا عمرو.وأضاف طيارة: إن «بابا عمرو والقرى المحيطة بها تشهد عمليات أمنية منذ ثلاثة أيام حيث تجري عمليات تمشيط»، على حد قوله. ويقطن في بابا عمرو والقرى المحيطة بها ومنها مشاهدة وجوبر وسلطانية نحو 150 الف نسمة أغلبهم من القرويين والبدو. واشار طيارة إلى أن «الجيش منتشر في المدينة منذ يوم الخميس» لافتًا إلى «وجود دبابات في حي الستين». وذكر طيارة أن «خمسين مدرعة توزعت على دوار بالقرب من حمص والمناطق المحيطة بالوسط من جانب مديرية الجامعة الى دوار البياضة». كما جرت «عمليات تفتيش في عدة مفارق وسط المدينة حيث أُقيمت حواجز أمنية»، حسب الناشط نفسه. وكان العسكريون الذين تمركزوا منذ الجمعة مع دباباتهم في وسط حمص (160 كلم شمال دمشق)، دخلوا مساء السبت وفجر الأحد إلى عدد من الأحياء التي تشهد احتجاجات ضد نظام الرئيس بشار الأسد مثل باب السباع وبابا عمرو بعد قطع الكهرباء والاتصالات الهاتفية، بحسب ناشط. واستجاب الأسد في البداية للاحتجاجات التي تعد أخطر تحد لحكمه الممتد منذ 11 عاما بتقديم وعود بإجراء إصلاحات. ومنح الجنسية لعدد كبير من الأكراد بعد أن كانوا محرومين منها وفي الشهر الماضي ألغى حالة الطوارىء المطبقة منذ 48 عامًا. وكان رامي مخلوف ابن خال الأسد وهو رجل أعمال كبير قال لصحيفة نيويورك تايمز: إن عائلة الأسد لن تستسلم. وأضاف: «سنبقى هنا وسنقاتل حتى النهاية... يجب أن يعلموا أننا حين نعاني فإننا لن نعاني بمفردنا». ومخلوف في أوائل الاربعينات من عمره ويملك عدة احتكارات ويخضع هو وشقيقه وهو ضابط كبير بالشرطة السرية لعقوبات أمريكية خاصة منذ عام 2007 بتهمة الفساد. وبحسب منظمة «انسان» للدفاع عن حقوق الانسان، قتل 16 متظاهرًا الجمعة في حمص عندما فتحت قوات الأمن النار على تظاهرة وصلت إلى باب دريب في وسط المدينة. وفي مدينة بانياس الساحلية (غرب) «ما يزال البحث مستمرًا عن قادة الاحتجاجات الذين لم يتم اعتقالهم بعد» حسبما أفاد رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال رئيس المرصد رامي عبد الرحمن: إن «مدرعة تمركزت في الساحة الرئيسية التي تجري عادة فيها المظاهرات في بانياس» التي دخلها الجيش السبت بالدبابات لقمع حركة الاحتجاجات ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد.