مما لا شك فيه أن الانتخابات صورة من صور الدولة المدنية ومظهر من مظاهر الديمقراطية، التي ننعم بها تحت مظلة حكومتنا الرشيدة إلا أننا نعاني من ترسبات مجتمعية بغيضة تشدنا إلى الوراء لنتقوقع داخل الحجر المظلمة ليبقى الوضع مترهلا، بحيث لا ينهض المجتمع ولا ترقى الخدمات المقدمة له لتتناسب مع تطلعات النبلاء فيه فكيف تفسرون ظاهرة تسول الأصوات في انتخابات المجلس البلدي والاعتماد على العصبية القبلية واستنهاضها في نفوس الناخبين واعتماد بعض المرشحين قليلي الثقافة ومحدودي التفكير على بعض الموروثات الاجتماعية وتوظيفها بشكل سلبي فمثلا يرفض بعض المرشحين واجب الضيافة المقدم له ويطلب من مضيفه أن يكون صوته بديلا عن واجب ضيافته فضلا عن أن البعض من شيوخ القبائل يوجهون أفراد القبيلة لترشيح شخص واحد منها، معللين ذلك بعدم ضياع الأصوات بين المرشحين متناسين أن القبيلة تكتل اجتماعي لا اختيار لشخص فيه فقد اختلف فكريا مع أخي فهو له مبدأ ولي آخر فلا هو يمثلني ولا أنا ممثل لفكره ضاربا بعصبيته القبلية مصالح المواطنة فضلا عن انه قد يختار شخصا ليس أهلًا للاختيار ويجبر أعضاء القبيلة بما له من واجهة اجتماعية على اختيار ذلك الشخص وكل هذا بدافع القرب من المسؤولين والبحث عن المميزات لأعضاء المجلس البلدي متجاهلين الأهداف الحقيقية للمجلس البلدي فمن هذا المنبر اهمس في أذن الناخب الواعي المثقف بما يلي: 1- مثل هذا الشخص الذي تمنحه صوتك بدلًا عن واجب الضيافة هل يستطيع أن يطالب الوزارات بنفس الطريقة التي اكتسب بها صوتك؟! 2- صوتك أمانة أمام الله فلا تمنحه إلا لمن تعتقد انه يستحق صوتك بعيدا عن العصبيات القبلية والواجبات التي تفرضها تصورات خاطئة حول علاقة الصداقة. مقومات الترشيح تكمن فيما يلي: أ- ثقافة المرشح ب- معرفته بالأنظمة وصلاحيات المجلس البلدي ت- قدرته على المطالبة وجرأته عليها وصبره وإصراره على تحقيق المصلحة للناخب ث- تكامل البرنامج الذي يقدمه للناخب ج- قبل ذلك كله مخافة الله واستشعاره للمسؤولية الملقاة على كتفه. كما أهمس في أذن المسؤولين بما يلي: 1- لا بد أن تدرج ثقافة الانتخابات في مناهجنا المدرسية حتى نستطيع أن ننمي الانتماء للوطن وننبذ ما في بعض العقول من عصبيات قبلية قد تهدد المواطنة فمعلوم أن الدولة المدنية ولاء المواطن فيها أولًا وأخيرًا للوطن. 2- ينبغي أن يعرف المجتمع ثقافة الانتخاب واختيار المرشح وفقا للمعايير الصحيحة التي تحقق الأهداف المرجوة من الانتخابات، وذلك من خلال حملات تثقيفية للمجتمع عن طريق قنوات متعددة. والله ولي التوفيق. جاسر عبدالله الشميسي - جدة