* اثنان من الزملاء الكُتَّاب أرادا البكاء على حال مسؤول في مركز خدماتي كبير، بعد أن اشتكى ذلك المسؤول ممّا يعانيه من مشكلات، وصعوبات تُعيق تحقيق كثيرٍ من تطلّعاته، وسعيه إلى الارتقاء بأداء المؤسسة الضخمة التي يديرها. * وددتُ معهما البكاء، لولا أن العقل والمنطق قفزا إلى مقدمة رأسي، وأوضحا بما لا يدع مجالاً للضبابية أن المسؤولية والمهمّة الأولى لكل إداري تنفيذي في قطاع حكومي، أو أهلي، وضع الإستراتيجيات، والخطط اللازمة للارتقاء، وتحسين أداء خدمات المؤسسة التي يديرها، وأن من إحدى أهم مهام ذلك المسؤول هي إيجاد الوسائل، والآليات، والسبل التي تذلل كل الصعوبات والعوائق التي تحول دون تحسين الأداء، أو تحقيق الإصلاح. * غير أن الملاحظ أن كثيرين من مسؤولينا التنفيذيين يشتكون مرّ الشكوى من العوائق، والإحباطات، والمشكلات، والبيئة المجتمعية التي تفرز موظفين غير أكفاء، وغير ملتزمين، كما تفرض ممارسات متكلّسة صعب تغييرها.. إلى آخر الشكاوى، والمبررات التي يضعها المسؤول بهدف كسب تعاطف الآخرين. وأتعجّبُ حقًّا من هكذا عقلية إدارية، فإذا كانت المشكلات والعوائق من أهم المسببات المؤدية إلى سوء الخدمة، وواضحة أسباب المشكلة، وإذا كان من المفترض، أو هكذا أؤمن أن مهمة المسؤول التنفيذي هي إزالة تلك العوائق، وحل كل الإشكاليات. فمَن ذا الذي يقوم بها إذا اشتكى المسؤول، واضطر الزملاء الكُتَّاب إلى البكاء حزنًا وتعاطفًا معه..؟!! * أحسب -وأجري على الله- أن كل مسؤول تنفيذي وُضع في مكانه ليس لكسب البرستيج الوظيفي والمجتمعي، والتمتع بالمزايا التي يمنحها المنصب، بل لإجراء إصلاحات شاملة خاصة في المؤسسات الخدمية، حكومية كانت أم أهلية. ولا أظن أن ولاة الأمر ينتظرون من هؤلاء المسؤولين التذمّر، والتشكّي بقدر ما ينتظرون منهم أداءً وظيفيًّا يساهم معهم أي ولاة الأمر إلى الرقي بالخدمات التي تقدم للمواطنين والمقيمين فوق هذه التربة المباركة. * كما أحسب أن هؤلاء المسؤولين التنفيذيين هم أنفسهم، ومنهم صاحبنا الذي بكى من أجله الزميلان الكاتبان ينتظر من المديرين، ورؤساء الأقسام في مؤسسته تقديم أقصى ما يمكن لإصلاح الخلل، وتحسين الأداء في قطاعاتهم؛ لأن ذلك يؤدي في النهاية إلى تحسين أداء المؤسسة ككل، أمّا إذا اشتكى وتذمّر كل واحد منهم من عوائق، ومشكلات، وصعوبات هنا وهناك؛ ليبرر عدم قدرته على تحسين الأداء، فأظن أن المسؤول سيبادر إلى تغييره. * بكل الصدق والإخلاص أقول: إنّ مَن لم يجد في نفسه الكفاءة، والقدرة على القيام بالمسؤولية التي أوكلها إليه ولاة الأمر في القطاع الحكومي، أو التي أوكلها الناس إليه في القطاع الخاص، فخير له وللجميع أن يبقى في منزله، ويترك الفرصة لمَن هو أقدر، وأكفأ فالمناصب ليست تشريفًا، بل تكليفًا، ونحن في حاجة ماسة جدًّا إلى مَن يعمل ليصلح ويحسن لا لمَن يتذمر ويبرر. فاكس: 6718388 – جدة [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (10) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 (Stc)، 635031 (Mobily)، 737221 (Zain)