الشعير أسقط بعض كبار التجار في فخ التحايل وتجاوز الأسعار المقررة على سلعة تحظى بدعم حكومي، فنالوا التشهير وإن نالوا حظاً وافراً من أرباح الشعير. وهناك على الطرف الآخر من المعادلة طلبة وموظفون حكوميون يتقدمون للحصول على إعانة البطالة، متجاوزين حدود ما وضعت هذه الإعانة من أجله. المال نعمة إن جاء بالأسلوب الذي يجعله من النعم، أما إن حصل عليه أحد بأسلوب غير سليم وبطريقة ملتوية، فما حاز غير المبلغ فحسب، أما الطمأنينة والشعور براحة البال فغير متحققة. التاجر الذي سطا على إعانة الشعير والموظف الذي حاول السطو على إعانة البطالة، لن يمنح المال أياً منهما ما يبحث عنه العاقلون من سعادة، لكنه يمنح الباحثين عن المال من أي طريق شعوراً بأن لديه الآن مالاً أكثر. ربما يكمن الدافع إلى هذا التحايل في الشعور بالقدرة على تحقيق ما يعجز عنه الآخرون وتلك خصلة يتمتع بها بعض الناس فتدفع أحدهم إلى التجاوز في كسب الأموال والآخر إلى انتهاك الأعراض والثالث إلى استباحة الدماء، لا لشيء إلا لتغذية شعور القوة والسطوة، ليس أكثر. لا عذر لمتجاوز، والسؤال الذي لا يغيب هو: هل هناك لوائح توضح ما ينبغي وما لا ينبغي في هاتين الحالتين حتى لا يكون هناك ضبابية تدفع أحداً إلى التصرف بسوء فهم لا بسوء نية، وعلى سبيل المثال: هل إعانة البطالة ذات معالم واضحة أم أن بها ثغرات تجعل الواقفين على خط الحد الأدنى من المرتبات عرضة لسوء الفهم هذا ؟ . يدفع استعجال الإعلان عن بعض جوانب التطوير إلى إغفال التنظيم الذي يعتبر العمود الفقري لسلامة التطبيق والروح التي تسكن هذا التطوير، حتى يحقق بين الناس ثماره ويعطي في حياتهم آثاره.