لن أكون متشائمًا كرسام الكاريكاتير بالشرق الأوسط الفنان (ناصر خميس) الذي نظر في نظام المطبوعات والنشر المعدل -رسمًا- على هيئة «مطرقة هوت على مصباح، فكسرته، وحجبت الضوء على قارئ كان مسترسلاً في قراءة صحيفته»، كما لن أكون كالكاتب خفيف الظل ال «بلدياتي» خلف الحربي وأخوض -إطراءً- في وصف بنات (آل عجرم)، و(آل وهبي) هربًا من مطرقة وسندان ما قد يطرأ مستقبلاً من أصحاب شكاوى تفضي إلى دفع «الملايين».. ولكنني سأراوح في مكاني، وأحتفظ ب(الكرة) كما يفعل لاعبو «البرشا» إلى أن يتبيّن لي الخيط الأبيض من الخيط الأسود، فعدم وضوح بعض تلك التعديلات أجبرت المعنيين بالنشر على فرض بعض الاجتهادات ليكونوا في الأمان، وحتى أظل بعيدًا عن ما يضعني تحت طائلة الحجب، أو المساءلة، والغرامة، فإنني أنأى بنفسي عن الكتابة في الشأن المحلي، وأعود مجددًا إلى خوض غمار الكتابة في الشأن السياسي، أو التطرّق إلى «المواضيع الخفيفة»، فإذا كنتُ قد ضقت ذرعًا من فلاشات (ساهر) التي سرقت قيمة مخالفاتها النوم من عيني، فما بالكم لو أنه تم إيقاع عقوبتين عليَّ وفق نظام المطبوعات المعدل تبلغ (مليون) ريال؟! وما دام أن التعرض ل «هيفاء وهبي» من قِبل بلدياتي «خلف»، لم يعد عليه بأثر سلبي، كما لم يقده إلى محاكمة، فإنني سأطرح (السقيفة) على رأس (هيفاء) الضعيفة، وأتحدث عمّا لقيته هذه الفنانة من تكريم، فقد هالني منظر ذلك الحائط المنتصب في أحد شوارع بيروت، والذي يحمل رسمًا معبّرًا لوجه سيّدة الغناء العربي كوكب الشرق الراحلة (أم كلثوم)، تنبعث منه عبارة (بوس الواوا)، الأمر الذي يجبر المارة على التوقف للتدقيق والتمحيص، ومن ثم يبرز السؤال، وتعقد المقارنة.. فمن عاشق لصوت «كوكب الشرق»، وعاشق لصورة «فتنة الشرق»، تختلف الأمزجة، وتتباين الآراء، لا يفصح عنها ولا يقرؤها اثنان، ولا يجيب عنها بكل شجاعة سوى بائع (العرقسوس) الذي تسمّر بالحائط، يختلس النظر مرددًا «إيش جاب لجاب»! وقد قِيل بأن الزواج الأسطوري للأمير ويليام بلغت تكلفته 65 مليون دولار، غير أنني لا أجد زواجًا أسطوريًّا كزواج هيفاء وهبي، والذي بلغت تكلفته (9) ملايين دولار، والذي قِيل بأن مطار بيروت الدولي قد استقبل خلاله 150 طائرة خاصة بالمدعوين، الذين أتوا من كل بقاع العالم!.. وهي حركة جوية مكثفة، لا أظن أن مطار «هيثرو» بلغها أثناء استقبال ضيوف الأمير «ويليام». لا توجد هناك -حقيقة- أوجه مقارنة بين الزفافين، لكن ما يهمنا هو أن نظل في أعين «هيفاء» ذلك الطفل الذي يلهو ب (الواوا) حتى تصبح (بح)!.