تسعى مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة إلى القيام بدور حيوي في دعم ورعاية البحث والتطوير العلمي وتوطين التقنية في المملكة وتحديد الأولويات والسياسات الوطنية في الاستخدامات السلمية والصناعية والزراعية والتعدينية من أجل بناء قاعدة علمية في مجال توليد الطاقة والمياه المحلاة وفي المجالات الأخرى. ولقد سعدنا بتخصيص 500 مليون ريال في ميزانية العام الحالي(1432ه) للبدء في تنفيذ أعمالها بعد إن اقر خادم الحرمين الشريفين بأمره حفظه الله بإنشاء هذه المدينة العلمية السامية برقم أ/35 وتاريخ 3/5/1431ه وتوَّجه بتعيين الدكتور هاشم بن عبدالله يماني رئيسا لها بمرتبة وزير بأمره رقم أ/36 وتاريخ 1431ه الذي عمل وزيرا للصناعة والكهرباء سنوات عديدة وعمل وزيرا للتجارة سنوات أخرى وتعيين نائب لرئيس المدينة الدكتور وليد بن حسين أبو الفرج بمرتبة وزير والذي عمل مديرا لجامعة أم القرى وتعيين الدكتور خالد بن محمد السليمان نائبا لرئيس المدينة لشؤون الطاقة المتجددة بالمرتبة الممتازة . ووفقا لنظام المدينة الذي يهدف إلى المساهمة في التنمية المستدامة واستخدام العلوم والبحوث والصناعات ذات الصلة مما يؤدي إلى رفع مستوى المعيشة وتحسين نوعية الحياة وإيجاد مراكز للبحوث العلمية وإنشاء المعاهد اللازمة في مجالات النشاط الذري والوقاية الصحية. كما جاء في مادة النظام الخامسة (نقل الإدارات المعنية بالطاقة الذرية والمتجددة العاملة حاليا في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية بما في ذلك منسوبو تلك الإدارات والأموال المنقولة وغير المنقولة التي تؤول إلى المدينة ويتم الترتيب خلال سنة من صدور هذا النظام) ، ونظرا إلى أن المدة قاربت على النفاد إلا أننا لا زلنا نتطلع إلى هذه الإضافة الحيوية للاهتمام بالتقنية والطاقة حيث لا يزال معهدا الطاقة الذرية والطاقة تحت مظلة مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية ولم نسمع الجديد حول انضمامه لمدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة كما ورد في النظام الأساسي لها في المادة الخامسة . هذا التباطؤ قد يؤخر البدء في الأبحاث ويعيق عملية التطوير المنتظرة والمأمولة فليس من المصلحة تأخير التنفيذ أو الاحتفاظ بالمعاهد المعنية لأن بقاءها مخالف تماما للأمر الملكي بإنشاء مدينة الملك عبدالله ومخالف للنظام الأساسي. وما الدعم السخي من لدن حكومتنا في ميزانية هذا العام للمدينة الجديدة إلا دليل على أهمية نقل معهد الطاقة الذرية والطاقة وكافة المرافق التابعة لسرعة العمل الجدي والوصول إلى تحقيق توجه الدولة في هذا المجال.فالمدينة العصرية الجديدة مطالبة بالسعي لتوثيق أعمالها المتخصصة لوجود البنية الأساسية السابقة لدى شقيقتها مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية فمن الصعوبة بمكان إيجاد بنية جديدة والتي تحتاج إلى سنوات عديدة وأزمنة مديدة. مما يعطل تنفيذ المشروعات والسياسات المطلوبة . إنه نداء مخلص بسرعة الفصل بين المدينتين حتى لا تبقى في مد وجزر يعطل عملية التنمية ونحن نسعى جاهدين للانطلاق نحو العالمية لنحقق نجاحات في مجالات الطاقة وتحسين كفاءة استخدامها وتطوير الكفاءات العلمية وتدريبها وإصدار التنظيمات للوقاية من الإشعاعات الذرية والمحافظة على الموارد الطبيعية والترشيد وتطوير بحوث مبتكرة بالتعاون مع الجامعات والمؤسسات . آمل أن نجد التجاوب لما فيه المصلحة العامة وبالله التوفيق. صالح حسن السيف- الرياض