اشتهر المفكر الإسلامي الدكتور أحمد كمال أبو المجد بقول الحق، وصياغة فكر يحمل هموم الأمة الإسلامية، فهو سياسي بارز، ومفكر إسلامي، انشغل بالشباب وبقضاياهم، فقد أعطى من عمره ما يزيد على العشرين عامًا مدافعًا عنهم. الاستماع للأغاني يشير أبو المجد إلى أنه ينتمي إلى عائلة عادية من الطبقة الوسطى، ويقول: والدي رحمه الله كان نائبًا لرئيس المحكمة العليا الشرعية التي كانت في ذلك الوقت محكمة النقض في القضاء المدني، ولدت في القاهرة أنا وإخوتي، ولكنا أصلًا من أسيوط. لدي ابنان وثلاث بنات. وأضاف أبو المجد: أعشق عملي سواء على المستوى الفكري أو القانوني، ولا أكاد ألتقط أنفاسي. بحكم شغلي بالليل والنهار فقد ضاع جزء كبير من وقتي، ولكن أكثر وقت أشعر فيه بالسعادة عندما أكون مع أسرتي ولا أشعر بالوقت. من عاداتي أنني لا أستطيع النوم إلا بعد سماع أغانٍ هادئة لعبدالوهاب أو أم كلثوم أو فيروز، ومن الأقوال المأثورة في حياتي عند مناقشة رسالة الدكتوراة الخاصة بي أهديت كتابي إلى أبي الذي علمني أن الكرامة أقدس ما في الحياة وأمي التي علمتني أن السماحة أجمل ما فيها. صورة قديمة ويعود أبو المجد بذاكرته إلى الوراء، مشيرًا إلى أن الحياة في السابق كانت تختلف عما هي عليه الآن، وأن تعقيدات الحياة المدنية المعاصرة باتت هي المسيطر على كل شيء، ويقول: مما ما زلت أذكره عن أيام طفولتي أن تعداد الشعب المصري لم يكن كبيرًا، وما زلت أذكر منظر الجامعة عندما دخلتها لأول مرة، حيث لم يكن في الحرم الجامعي كثيرون وكان الموجودون عبارة عن أعداد قليلة، وعندما كنا نلتقط الصور التذكارية في آخر سنة عند قبة الجامعة كان لا يوجد أحد يسير بجانبنا، حتى المدرج كان عدد الطلاب فيه لا يزيد على 120 طالبًا، أما الآن يصل عددهم إلى 1300، كما كانت صورة مصر مختلفة، كانت الشوارع جميلة والمدينة نظيفة وبها عدد كبير من الحدائق. كشاف فريد وعن مراحله الدراسية يقول: دخلت مدرسة ابتدائية اسمها “العباسية للرياضة والكشافة” وكنا سعداء باللبس والمنديل والصفارة وأتذكر أننا كنا نذهب لحلوان، التي كانت بها معسكرات الكشافة، وقفنا في حلوان وكان المطر شديدًا، وكان المشرف اسمه سلامة وكنا نردد هتافات عن الكشافة، حتى يربينا على الصبر والتحمل، وبذلك عشقت عمل الكشافة وتمنيت أن أكون رجل كشافة من طراز فريد. وحول فترة توليه وزارة الشباب قال أبو المجد: توليت وزارة الشباب مرتين وكانت تطلعاتي كافة متعلقة بالعمل العام والإنجاز الشبابي. لا أريد أن أزكي نفسي ولكن كانت الفترة التي قضيتها وزيرًا للشباب أهم من فترة الوزارة، لأنها الفترة التي سبقت حرب أكتوبر، وقد انشغلت بالشباب وبقضاياهم وأعطيت من عمري ما يزيد على العشرين عامًا مدافعًا عن الشباب، وقد ساهمت في انتشار أقوى تنظيم شبابي سياسي عرفته مصر في السبعينيات عندما قدت منظمة الشباب وقمت بتشكيل التنظيم الطليعي الذي قدم لمصر كوادر سياسية رائعة. تقاليد بالية وعن السبب في اختياره لمنصب الوزارة يقول أبو المجد: اختياري جاء بالقضاء والقدر فقد قبلت الوزارة وكنت دائم التمرد على التقاليد الفاسدة، أذكر أنه عند دخولي أول مرة للوزارة كنت أحمل معي ملفًا فجاء الساعي يريد أن يحمله عني فنهيته عن ذلك. أعتبر أنني توليت الوزارة بود وتركتها بود أيضًا، خرجت من الوزارة منذ سنوات طويلة ولم أحزن على ذلك الخروج لأني كنت أنظر إليها على أنها مجرد عمل عام فأنا في الأساس أستاذ جامعي وكاتب إسلامي وهذا ما يشغلني. بعض الإخوة كانوا يمازحوني ويتندرون على خروجي منها وكنت أكتفي بالضحك على ما يقولونه. فترة السجن ويواصل أبو المجد قائلًا: لم أكن لا أغضب إذا لم يخاطبني أحد بلفظ الوزير، بل أتضايق أحيانًا عندما ينادونني به لأنه كان مرتبطًا بفترة العمل الوزاري وبعدما انتهت تلك الفترة لا يجب أن يناديني أحد سوى بكلمة الدكتور، ذلك اللقب الذي أفتخر به كثيرًا. ويختم أبو المجد حديثه بذكريات غير حبيبة لنفسه حيث يقول: دخلت السجن الحربي في عهد عبدالناصر، وحققوا معي، تم حبسي حوالى خمسة أسابيع في زنزانة طويلة عرضها 170 سنتيمترًا وسقفها عال، لم أعذب لكنى رأيت آخرين يتم تعذيبهم، بعد خروجي من السجن تم إقصائي خارجيًا في منصب مستشار ثقافي بسفارة مصر في واشنطن، وكنت أقول دائمًا “رب نقمة أتت بنعمة”، حيث كانت هذه الفترة من أخصب أيام حياتي أولادي نالوا تعليمًا جيدًا واكتسبت خبرات متعددة.