أنا شاعر المهمشين والضائعين. الاهتمام بالفئات المهمشة والناس العاديين، جزء من الاختيار الشعري. عالم المهمشين معروف جيدًا بالنسبة لى، وأجده زاخرًا باللحظات الإنسانية القصوى التي أعتبرها البدايات الخام للشعر، كما أجد في هذا العالم التراجيديا التي هي المحرك الأول للشاعر. هذا هو الشاعر المصري المعروف كريم عبدالسلام، وتلك هي آراؤه التي طالما رددها في أحاديثه، ومنها انطلق في معظم دواوينه وأبرزها “ديوان الخبز”، "فتاة وصبي في المدافن"، "نائم في الجوارسيك بارك"، "استئناس الفراغ"، قبل أن يضيف أخيرًا إلى رصيده الشعري ديوانه الأخير "قنابل مسيلة للدموع" الصادر عن دار الكتابة الأخرى منذ أيام، متأثرًا فيه بأحداث ثورة 25 يناير المصرية. عبر 38 قصيدة نثرية حاول الشاعر إطلاق صرخة عالية في حب الوطن، ودعوة للمشاركة في محو الظلم والقضاء على الفساد، وبلغة تشبه الضوء في كشف الواقع الملتبس الذي مرت به مصر في سنواتها الثلاثين الأخيرة فترة حكم النظام المصري السابق، فجاءت مقدمة الديوان في شكل قصيدة يقول فيها: "بلادي بلادي/ بلادي القعيدة/ لا تبكي عليَّ،/ إن فقأوا عيني/ صورتكِ في قلبي/ إن قطعوا ذراعي أضمكِ بصدري/ إن بتروا ساقي/ أزحفُ إليكِ غير عابئ بالحصى والشظايا”.