أحلام العصافير وبناء العش الزوجي الهادئ ليس مجرد احتفالية وسهراية وبيت واثاث بل هو قرار وفعل يستحق ان ينال حقه من التفكير الجاد الواقعي الذي يستشعر خصائص العلاقة الاسرية واهمية ادراك الخطوات الصحيحة للمحافظة على بقاء هذه النواة المثمرة التي صنعت المجتمعات المتماسكة والصامدة ضد عوامل التفكك والانهيار التدريجي - مما يحتاج إلى اجراءات وقائية - فليس غريباً ان نتابع عدداً من الجهود لاستعادة السلام الاسري بديلاً عن حالات الطلاق التي بلغت 18 ألف حالة سنوياً أي بمعدل حالة طلاق كل نصف ساعة على ذمة التقرير الذي ينادي بالزام المقبلين على الزواج بالحصول على رخصة تسمى (القيادة الاسرية) والصادر من جمعية التوعية والتأهيل الاجتماعي بالمنطقة الشرقية بالتعاون مع عدد من الوزارات ذات العلاقة ويدعو الزوجين إلى الانخراط في دورات تدريبية وتأهيلية في المجال الاجتماعي والاسري للحد من حالات الطلاق. ويهدف إلى تعريف كل منهما على دوره الحقيقي الذي يقوم بالالتزام والوفاء به تجاه شريك حياته والابناء بكل تراضٍ متبادل بينهما. كما سبق وان اعلنت جمعية الطب النفسي بالمملكة عن عزمها تبني فكرة ادخال الكشف النفسي للراغبين في الزواج اسوة بالكشف الطبي لاعتماده لدى وزارة الصحة عن طريق برنامج الزامي يهدف للحد من العنف الاسري ومن الطلاق مع العلم انه قد طبقته كثير من المجتمعات المتقدمة وظهرت له نتائج ملموسة. ايضاً سبق ووضحت لجنة اصلاح ذات البين النسائية بمدن البلاد تقييماً وتعريفاً للحقوق المالية والجنائية بين الزوجين يدور حول حماية حقوق المرأة عند مشاركة زوجها في التملك العقاري او التجاري، وجوب انفاق الزوج على الاسرة بما يمتلكه من دخل، توضيح اسباب وحدود حق الزوج في تأديب الزوجة والعقوبة الواقعة عليه. فلا بد من تسليم الزوج والزوجة نسخة موثقة كمرجع وتنوير لهما من عاقدي الانكحة. في دول أوروبا وامريكا وضعوا رقماً للتدخل السريع والفوري في حالة نشوء صراع أسري لفظي أو جسدي يتصل به المعنفون او الجيران بالحي عند سماع اصوات صراخ بالبيوت المجاورة، وفي حالة امتناع الاب عن العناية او الانفاق او توصيل ابنائه للمدرسة او ضربهم بهدف الردع الصارم له على افعاله بعقوبات متفاوتة. ويكفي لكل أسرة في طريقها للتكوين او الانهيار أن تعلم أن 75% من سجناء الأحداث ضحايا البيوت المفككة بالمملكة. وتحمد الزوجة التي تعلم ان الامومة هي التي تؤهلها كي تحظى بشرف كون الجنة تحت اقدامها شريطة ان تقوم بتوفير الرعاية والسكينة للأسرة في قوله تعالى (هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن اليها) الاعراف.