قال الضَمِير المُتَكَلّم : يقول الخَبَر : (( خلال جلسته (81) التي عقدت الأربعاء الماضي ناقش المجلس البلدي بجدة المراحل التي انتهت إليها الدراسات الخاصة بالواجهة البحرية لعروس البحر الأحمر ، والمشاريع المتوقع تنفيذها على الكورنيش خلال الفترة المقبلة )) ! قرأت ذلك الخبر فتساءلت نفسي اللوّامة: الجماعة في المجلس البلدي عن أي واجهة بحرية يتحدثون ؟!! يا إخواننا هل بقي في ( جدة بَحْر ) ؛ لقد انقرض كما انقرضت الديناصورات من عالَم البَشَر !! يا جماعَة الرّبع ( البَحْر في جِدّة ) غَرق ، كما تغرق هي من المَطَر !! فالكورنيش الجنوبي ( عَزيز قَومٍ ذلّ ) ، فبعد أن كان مزاراً سياحياً نظيفاً ، وذا طبيعة خلابة من شعب مرجانية وطيور مهاجِرة في الثمانينات الميلادية ؛ أصبح اليوم بحيرة للصرف الصحي – أكرمكم الله - !! أما كورنيش ( جدّة ) الشمالي فهو سجينٌ خلف أسوار المنتجعات السياحية ! شاطئ بحر ( جدّة ) يملكه فقط ( الهَوَامِير) سكناً واستثماراً !! أما البسطاء والمساكين ؛ فإنهم يزدحمون على حاشية ما بقي من ( بَحْر ) !! فإن لم يجدوا شَواغِر سكنوا الأرصفة القريبة لعلهم يلتقطون رائحة ( البَحْر ) !! وحتى تعود ( جدّة ) عروساً ، ويرجع لها بحرها المسلوب هناك ( حَلّ مجنونٌ ) بإحدى طريقتين : أولاهما : نزع ملكيات الفِلَل المطلة على البحر وتعويض أصحابها !! وإلغاء عقود تأجير ( الكورنيش ) بالُّسلطة الجبرية !! طبعاً هذا الحلّ وتلك الطريقة لن يوافق عليها أصحاب الشأن والمصلحة من ( الهَوَامِير ) !! وهنا تأتي الطريقة الثانية : وهي صعبة في القرار ، سَهْلة في التنفيذ ؛ وفيها يصدر قرار فيه يَتِمّ رَدْم البحر ؛ وإنشاء ( كورنيش جديد ) !! هذه المعالجة استخدمت في ( جدّة ) قبل عشرات السنين ، واسألوا أهل ( جدّة ) القديمة يفتوكم بالمفيد !! ويمكن أن تقوم بهذا شركات خاصة مقابل استثمار محدد السنوات للمساحات المقابلة لذلك الكورنيش الجديد !! ويبقى السؤال : يا أمين ( جدّة ) هل تستطيع أن تدفِن ( جدّة ) ؛ لتُخْرِج بَحْرها !! ويأتي الجواب : يا بلدي جدة ، يا أمين جدة ( أَهْلُهَا ) تنازلوا عن رؤية البَحر ؛ هم يريدون فقط أن لا يغرقوا من المطر !! ألقاكم بخير والضمائر متكلمة .