لا أعرف من كان وراء فكرة نظام ساهر بهذا الشكل الذي لم ولن يُسمن ولم ولن يُغني عن ومن جوع ، وما ذلك إلا لأنه ركَّز بالكلية على السرعة ، وغير ذلك ليس له دور نهائي علماً بأن السرعة وحدها ليست قاتلة ، إنما هناك أمور متعددة ومخالفات قاتلة يرزح تحتها مجتمعنا ومنها الأفضلية في أحقية الدوار والدخول إليه والخروج منه ' الإشارات المرورية وعدم احترامها كلياً بقطعها وكذلك عدم احترام دور الواقفين أولاً فليس لذلك وجود في قاموسنا ، يأتي من أقصى اليمين ويقف بعد خط المشاة , ركوب الأرصفة ليقف في أول الإشارة بل بعد خط المشاة أيضاً , فتحات الدخول لطريق الخدمة أصبحت تُستخدم للدخول إلى الخط العام وبالرِّويسْ « الرجوع للخلف « , الدوران من أقصى اليمين وكأن الطريق أنشئ له وحده , التلاعب في الخط بسبب الملل وعدم الانتظار والدخول والخروج في عدة مسارات على الطريق الواحد , السير بسرعة بطيئة في الطرق السريعة , التجاوز من بعد الخط الأصفر وإرغام الآخرين على فسح الطريق بالقرب الشديد من مؤخرة السيارات الأمامية , اللمبات الزنون وإشعالها في النهار وجهر أعين السائقين الآخرين بالليل والكثير يُركبها من عند أهل زينة السيارات وهي مُضرة ومقلدة ولا أعلم عن التاجر الذي استوردها ، ومن هو وكيف سُمح بدخولها وبيعها علناً , علماً بأنها ممنوعة ، وذلك كله على عين التاجر وعلى عين الكل , عكس الطرق وبكل جرأة وخاصة الفرعية , قيادة صغار السن والتصاريح تصدر لهم بالوساطات , سائقون أجانب يتدربون على القيادة في طرقنا وشوارعنا , وحصيلة ذلك زيادة كبيرة في عدد الحوادث ونتائجها أكبر عدداً من الوفيات والإصابات المعيقة لدينا ، ونحن نحتل مرتبة عالمية متقدمة في ذلك , ونظام ساهر للسرعة أفلا يحق لي تسميته ساهر النائم ، والله يعلم من المستفيد منه ومن مضاعفة الغرامات والكل يعرف ذلك ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم . أبواق السيارات الرسمية القدوة مطلوبة بل حتمية ففي دول العالم الراقي المتقدم لا تسمع لأبواق السيارات صوتاً ، وعندنا إن لم تسمعها فأنت وحدك في الطريق ، وأستعجب من سائقي السيارات الرسمية المفروض أنهم قدوة بما فيهم سيارات المرور والشرطة والدفاع المدني وكلها عند الإشارات تسمع أبواقها المزعجة ويريدون من الكل أن يستجيب لها ويفسحون الطريق ، وما أعرفه أنا يقيناً وغيري كذلك إذا ما كانت تلك السيارات في مهمة رسمية عاجلة فإن أصوات صفارات الإنذار هي التي تتكلم ولها الحق في أن يُفسح لها الكل الطريق وبلا نقاش أو تقاعس إنما بالشكل الذي تفشى لدينا وبالشكل المزعج غير الحضاري وغير المقبول البتة ، ويجب وضع حل لذلك الأمر من قِبَل الجهات المعنية وهم كغيرهم في السير على الطرقات وصاحب المهمة عليه تشغيل صفارات الإنذار والطريق وقتها له ، أما أنه ذاهب لعمل أو راجع لبيته فهذه تصرفات غير لائقة وغير حضارية . وما اتكالي إلا على الله ولا أطلب أجراً من أحدٍ سواه