ألقى رئيس رابطة الأدب الإسلامي الدكتور عبدالقدوس أبو صالح باللائمة على الرابطة لاعتزاله كتابة الشعر، متهمًا إياها بأنها قتلت فيه الشعر، ومثنيًا في الوقت ذاته على الحداثة التي تحمل معنى التجديد، مؤيدًا تعريف تلميذه الناقد الدكتور عبدالله الغذامي للحداثة باعتبارها “التجديد الواعي”، ومضيفًا بأن الغذامي بعدما تجول في تيارات شتى فإن كتاباته أقرب ما تكون للأدب الإسلامي.. جاء ذلك في المحاضرة التي أقيمت بمنبر الحوار في نادي الرياض الأدبي يوم أمس الأول تحت عنوان “قضية الأدب الإسلامي”، استهلها أبوصالح بالقول إن قضية الأدب الإسلامي أصبحت من القضايا الأدبية المهمة المطروحة في الساحة الأدبية في عدد متزايد من أقطار العالم العربي بعد أن بدأ الأدب الإسلامي يأخذ نصيبه الوفير من الحضور والانتشار على الرغم من التعتيم الإعلامي الذي سلط عليه من وجهة نظره. وتناول أبوصالح قضية الأدب الإسلامي من وجوده في مختلف العصور الأدبية ومفهومه وسماته ومسوغات الدعوة إليه، منوّهًا إلى أن الأدب الإسلامي ليس بدعة مستحدثة أو شيئًا طارئًا؛ بل هو حقيقة مشهودة منذ انبلاج فجر الإسلام، وما استمراره طيلة هذه القرون وحتى يومنا هذا إلاّ دليل على ذلك. وحمّل أبوصالح الكثير من النقاد مسؤولية إخراج أدب المواعظ عن دائرة الأدب بحجة المباشرة، مستشهدًا بالقرآن الذي يحوي وعظًا مباشرًا يهز الأفئدة، معتبرًا إيّاهم أنهم لم يفرقوا بين الوعظ المطبوع والوعظ المصنوع، كما أشار إلى جهود الرابطة التي كلف أحد نقادها الدكتور عبدالباسط بدر بإعداد «بيبلوغرافيا» عن الأدب المعاصر المنشور باللغة العربية وقد صدر هذا الدليل متضمنًا أكثر من 1000 عنوان، فيها من دواوين الشعر الإسلامي أكثر من 200 ديوان، وتجاوز عدد المجموعات القصصية والروائية الإسلامية 65 كتابًا ومثلها في فن المسرحية الإسلامية. وقسم أبوصالح النتاج الأدبي إلى ثلاث دوائر أولاها دائرة الأدب الملتزم بالتصور الإسلامي، وثانيها دائرة الأدب المباح، وثالثها دائرة الأدب الذي يعارض التصور الإسلامي، وهذا ما يرفضه الأدب الإسلامي ويعد التصدي له من واجباته ومهماته؛ لأنه أدب العقائد والمذاهب المنحرفة عن الإسلام، أو أدب العبث الهدام أو أدب الجنس والانحلال، أو أدب الحداثة الفكرية المدمرة لا أدب الحداثة بمعنى التجديد في المضمون والشكل، ممثلاً بذلك على قصيدة للشاعر نزار قباني عنوانها (خبز وحشيش وقمر). كما هاجم أبوصالح الروائي النوبلي نجيب محفوظ مرجعًا سبب حصوله على جائزة نوبل في الآداب دعوته إلى الإلحاد من خلال روايته (أولاد حارتنا) إلاّ أنه لم ينفِ عن حفوظ عبقريته الروائية، معترفًا باستحقاقه لنوبل من أجل ثلاثيته الشهيرة وليس من أجل «أولاد حارتنا».