أن يختتم برنامج المواهب (Arabs Got Talent) بمواهب تشكيلية، وعدد من أصحاب الفنون الحركية وشعراء وفنون أوبرالية فهذا مؤشر على ارتفاع الذائقة الجماهيرية العربية. وأن يفوز صاحب الموهبة الشعرية الناقدة فهذا يعني الكثير على الأقل بالنسبة لي وبالنسبة لأي مراقب عن كثب لمتغيرات متعددة اجتماعية وسياسية وغيرها. فمن خلال تتبعي لحلقات البرنامج أستطيع أن أؤكد وأراهن على الذائقة الجماهيرية العالية ولسان حالها يقول “الشعب يرفض الإسفاف”، ويؤكد النظرية الإعلامية القائلة بإيجابية الجمهور الذي يقرر ما يريد وليس ما تمليه عليه وسائل الإعلام وانتهاء نظرية “المخرج عاوز كده”. ولعل مرد ذلك هو أن الشباب ومع استخدامهم واستقائهم معلوماتهم من وسائل الإعلام الجديد أصبحوا أكثر وعيًا بالحقائق وأكثر قدرة على الاختيار والقرار؛ فأغلب الوسائل التقليدية هي وسائل موجهة تعيش على أجندات محددة أغلبها سياسية واقتصادية وتسير بحسب أهواء الممول، أما وسائل الإعلام الجديد فأغلبها حرة يديرها أشخاص ليس لديهم أي ممولين يضغطون عليهم ولا هم مؤسسات حكومية تتحدث باسمها؛ لذلك أرى أن نهاية البرنامج وفوز الشاعر المصري “عمرو قطامش” وتنافسه مع الفنان المغاربي “نور الدين بنوقاص”، وصعود الفن التشكيلي والأوبرالي والشعر كمنافس على النهائيات هي مؤشرات على ارتفاع الذائقة الجماهيرية الشعبية والتي أصبحت تملي احتياجاتها ورغباتها وفكرها على وسائل الإعلام التقليدية، والتي لابد أنها ستضطر خاضعة للتماشي معها وإلا ارتفع عدد المنفضين من حولها نحو الوسائل الحديثة حيث عالم من الاختيار والانتقائية الشخصية.