يوم أن تولى الشيخ/ عيسى بن سلمان آل خليفة -رحمه الله- حكم بلاده، كانت مملكة البحرين الشقيقة جزيرة تائهة تقاذفها الأمواج وتحيط بها الأطماع وتحدق بها العيون الطامعة النهمة.. ووسط هذا الجو الهادر والعيون النهمة سار الشيخ / عيسى بن حمد آل خليفة -رحمه الله- ببلاده بحكمة القائد وشجاعة الفرسان في الطريق التي تؤدي إلى حياة الكرامة والعطاء والخلود فقاد آنذاك أكبر حملة دبلوماسية عرفتها المنطقة في تاريخها الطويل وأوصل قضية بلاده إلى كل المحافل السياسية الدولية والإنسانية واستطاع بإصراره وكفاحه ومواصلة ليله مع نهاره أن يحقق الانتصار الكبير وذلك عندما أجمعت المنظمة الدولية على ضرورة إعطاء شعب البحرين فرصته في تقرير مصيره، حيث قرر مجلس الأمن الدولي إجراء استفتاء لشعب البحرين العربي الأصيل ليقول كلمته وكانت النتيجة المتوقعة وكان الانتصار الكبير لكل أصحاب الضمائر الحية وذلك عندما صوت الشعب البحريني بالإجماع على الاستقلال وبالإصرار على أن تكون له هويته الوطنية وانتماؤه القومي وبمجرد ظهور نتيجة الاستفتاء التي تمت بإشراف دولي اعتلى سمو الشيخ/ عيسى بن سلمان آل خليفة -رحمه الله- منصة التاريخ عام 1979م من القرن الماضي ليعلن عبرها عن مولد دولة البحرين الحرة المستقلة ذات الدستور المعبر عن إرادة شعبها وكان يوم فرحة وكان يوم سعادة ليس فقط للراحل الفقيد -رحمه الله- فحسب بل لكل شعب البحرين وكل أبناء الأمة، وبدأ -رحمه الله- بعدها يوطد أركان الدولة الحديثة “ذات الموارد المحدودة” فعمت النهضة كل المجالات، وسادت المحبة والإخاء بين أفراد الشعب البحريني. عمل الشيخ عيسى رحمه الله مع الفقيد خادم الحرمين الشريفين الملك/ فهد بن عبدالعزيز -طيب الله ثراه- على ربط البحرين والسعودية بشريان يضخ الدم إلى قلب كل سعودي وبحريني فيزيد البلدين الشقيقين قوة وتلاحمًا فكان جسر الملك فهد واحدًا من المشاريع التي زادت الأخوة والمحبة والألفة بين الشعبين الشقيقين. ويوم أن ودعت البحرين أميرها الراحل في عام 1999م كان هول المفاجأة على الأمة كلها شديدًا فبكاه الجميع بدموع غزيرة .. سخية... بكاه أهل البحرين لأنه وعلى مدى ثمانية وثلاثين عامًا كان لهم نعم القائد والوالد... والربان الذي قاد سفينتهم في بحار الظلمات حتى أوصلها إلى بر الأمن والأمان. وعلى خطة الفارس الهمام سار جلالة الملك/ حمد بن عيسى آل خليفة فأسكن مملكة البحرين في سويداء قلبه فقد تحولت البحرين إلى مملكة بموجب مشروع الميثاق الوطني الذي أعدته لجنة وطنية وقدمته إلى جلالة الملك / حمد بن عيسى آل خليفة بعد أن وافق عليه الشعب البحريني فأكمل مسيرة والده الراحل بكل اقتدار وحكمة ونجاح واستطاعت مملكة البحرين في عهد صاحب الجلالة الملك/ حمد بن عيسى آل خليفة من تحقيق إنجازات رائدة في كافة الأصعدة السياسية والاجتماعية والعلمية والصناعية وقد حقق الاقتصاد البحريني في عهد جلالته معدلات نمو قياسية، كما شهد القطاع السياحي انتعاشًا كبيرًا في ظل توافر مقومات الجذب السياحي من استقرار أمني وسياسي وتنوع الخدمات السياحية من سياحة تاريخية وأثرية وعلاجية وخدمات فندقية وسياحية ورياضية. لن تخاف على مملكة البحرين (فآل خليفة) قد سطروا أروع الملاحم بهذه الأرض الكريمة وجعلوا من أرضها قرة عين لكل أبناء الخليج والعرب بل وللعالم أجمع. حفظ الله مملكة البحرين وحمى قيادتها الرشيدة بقيادة جلالة الملك/ حمد بن عيسى آل خليفة -حفظه الله- وشعبها الوفي المعطاء. فهد شباب الحربي- المدينة المنورة