منذ الأيام الأولى لتولّي صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز إمارة منطقة مكةالمكرمة، شدد سموه على المضي قُدمًا في “بناء الإنسان”، فالمواطن -في رأي سموه- هو العماد الأول، وقطب الرحى، وحجر الزاوية في نهضة الوطن وتقدّمه، ويعوّل إليه بالدرجة الأولى -بعد عون الله تعالى- في أن يتحقق هدف بعيد لسموه: هو الوصول إلى العالم الأول، وهذا العالم الأول -من وجهة نظر سموه- ليس نسخة من العالم الأول الغربي الذي يبتعد في كثير من مقوماته عن تعاليم الإسلام وقيمه وأخلاقياته، بل هو عالم أول من نوع جديد، يجمع بين التقدّم الحضاري والتقاني والعلمي، ويحقق الرخاء والكرامة للإنسان تحت مظلة الإسلام بروحانيته وأخلاقه وقيمه، وهو ما سمعناه من سموه مرارًا وتكرارًا في مجالسه العامة والمتخصصة. وفي سبيل بناء الإنسان يركز سموه بالدرجة الأولى على الشباب، ويدعو باستمرار إلى إشراكهم فعليًّا في الحِراك التنموي، وإطلاعهم -بصدق وشفافية- على ما حققته بلادهم من تنمية رائدة تفوق ما حققته بعض الدول المتقدمة، التي يعدُّ بعضها من دول العالم الأول، ويشدد سموه على إشراك الشباب في التنمية، وتوعيتهم بها في كل مجلس من مجالسه دون استثناء، وهو مشروعه الأول في لقائه الشهري مع المثقفين، والإعلاميين، وأساتذة الجامعات الذي ينعقد بانتظام في الأحد الثاني من كل شهر، وفي اللقاء الأخير شكّل سموه لجنةً خماسيةً مكوّنةً من التعليم العالي، والتعليم العام، والإعلام، والنادي الأدبي، والمكاتب الاستشارية في المنطقة لدراسة هذا المشروع، ووضع أسسه ومحاوره لينطلق العمل به دون تأخير. وذكر لي بعض الإخوة الزملاء الذين يحضرون في لقاء سموه مع العلماء والمشايخ أنه يركّز كذلك على الشباب، ولعل ذلك لا يختلف في مجالسه المتخصصة الأخرى. ومَن يتابع نهج سموه منذ توليه إمارة هذه المنطقة المقدسة، بل وقبل ذلك يدرك أن الشباب هم همّه الأول، فهو المدافع عنهم، والمتبنّي لقضاياهم، والمؤمل في إسهامهم الفاعل والرئيس في نهضة البلاد وتقدّمها ومسيرتها التنموية على الدوام، لذلك لا يفوّت سموه فرصة سانحة لتكريم الشباب، بل يحرص على استثمارها لتشجيعهم، والأخذ بأيديهم، فالتف الشباب حوله، كما التف الشيوخ، وحثّهم ذلك على مضاعفة الجهد في خدمة الوطن، كل قدر استطاعته وبحسب تخصصه وتنوع مهاراته وقدراته، وقد كنتُ -ولله الحمد- من أوائل مَن سعدوا ببشرى توجيه سموه بتسمية حديقة مناسبة باسم “شباب جدة” حين وجهنا نحن: رئيس وأعضاء لجنة تسمية الشوارع والميادين بمحافظة جدة باختيار حديقة مناسبة يطلق عليها اسم “حديقة شباب جدة”، كان ذلك خلال لقائنا التأريخي معه في مقر الإمارة بجدة في 25/6/1431ه، وبعد أسابيع قليلة سعدت بحضور حفل التكريم الكبير الذي أقامه سموه لكل المتطوعين والمتطوعات من شباب جدة، الذين كانت لهم جهود مشكورة في نجدة إخوانهم وأخواتهم المتضررين من سيول جدة، وانعقد الحفل ليلة الأربعاء 18/7/1431ه باستاد الأمير عبدالله الفيصل، وفي هذا الحفل زف الأمير للشباب بشرى إطلاق اسم “شباب جدة” على أكبر حديقة في شرق جدة، على أن تضم الحديقة أسماءهم جميعًا بشكل فني مناسب، وختم حديثه للشباب بقوله لهم: “لكم حياتي”.. وبالأمس القريب ليلة الثلاثاء 15/5/1432ه، خاطب أمير مكة شباب مكة قائلاً: (يعلم الله أني فخور بكم)، خلال إعلانه انطلاق “ملتقى شباب مكة”. وفخر سموه بشباب مكة يأتي من تثمينه لتنافسهم الشريف في شتّى مجالات الثقافة والعلوم -كما قال سموه- بدءًا بتلاوة القرآن الكريم، ومرورًا بالأدب والشعر والرسم والبحوث والابتكار والفنون، ووصولاً إلى الرياضة. وهذا الملتقى الكبير، الثقافي، الرياضي، السياحي تنظمه إمارة منطقة مكةالمكرمة، بالتعاون مع الرئاسة العامة لرعاية الشباب، ووزارة التربية والتعليم، والهيئة العامة للسياحة والآثار، والغرفة التجارية الصناعية بجدة، ويشارك فيه 1700 طالب وطالبة من محافظات المنطقة كافة، وقد أحسنت اللجنة المنظمة للملتقى بأن تخيّرت بعض الشخصيات المحببة للشباب للتعريف بمجالات الملتقى، فقد قدم للمسابقات الرياضية لاعب الأهلي مالك معاذ، ولاعب كرة السلة بنادي الاتحاد علي مغربي، كما قدم للفعاليات الثقافية والسياحية والترفيهية الممثل السعودي الشهير خفيف الظل يوسف الجراح. أقول وبالله التوفيق: لابد من أن نسير على خطى شيخ الشباب، خالد الفيصل، الذي يسير بدوره على خطى قائد هذه البلاد خادم الحرمين الشريفين في الاهتمام الفائق بالشباب ثروة الأمة الحقيقية وعماد حاضرها ومستقبلها، وإشراكهم في التنمية منذ نعومة أظفارهم بجعلهم جزءًا منها، لا شاهدًا عليها، كلٌّ فيما يخصه، وذلك مشروع خالد الفيصل الأكبر الذي سيتحقق على أرض الواقع -إن شاء الله-. * مشروع قصيدة: