سررت جداً لخبر نزع ملكية 156 عقاراً من حي أم الخير وحي السامر في جدة شرق الخط السريع بسبب السيول كما أوصت بذلك اللجنة الفنية. سررت فعلاً، فحلولنا يجب أن تكون هكذا جذرية ومبنية على الدراسات الميدانية الفعلية. ليتنا نواجه جميع مشاكلنا وفق هذا الأسلوب العلمي الحاسم. أنعم به من قرار. لحسن الحظ أن الخبر لم يعلن أي أسماء، لا أسماء الملاك ولا أصحاب المخططات ولا أي اسم كان، وهذا يعطينا الحرية الكاملة في إبداء الرأي. فبدون أسماء نتيقن أن رأينا هذا سيكون رأياً مجرداً يتعلق بالواقعة وليس أطرافها. لذا أقول أني تعجبت وأنا أقرأ بقية الخبر، فالخبر يدعو ملاك هذه العقارات للذهاب للأمانة لاستلام التعويضات. كيف هذا؟ لماذا تعوضهم الأمانة؟. نعم أن هؤلاء يستحقون التعويض المجزئ بل والتعويض عن كل ما تحملوه، ولكن لماذا تعوضهم الأمانة؟ يجب أن يعوضهم من أخذ الأرض وباعها عليهم، فهو باع وهو يعوض. أما أن ندفع نحن من المال العام، من مالنا ومال أبنائنا فليس هذا من العدل في شيء. سبحان الله؟ هو يبيع ويستلم ونحن نغرم وندفع؟ **** كنا مجموعة أصدقاء نباتيين جمعتنا طاولة العشاء المشكَّلة من الخضروات والسلطات وأنواع البقول بما فيها العدس والفول. كنا ثلاثة سعوديين وصديقاً مصرياً. قلت لصديقي المصري طالما أن الهيئة الدستورية لديكم تعد لدستور جديد ينظم حقوق وواجبات كل من السلطات الثلاث فأرى أن ينص الدستور بشكل حاسم على أن لا تظهر صورة رئيس الدولة في الصحف أكثر من مرتين في الشهر وذلك منعاً لانطباق نظرية التآلف البصري في علم النفس المؤدي للمحبة بالإلحاح. قال صديقي المصري أنها فكرة جيدة جديرة بالتأمل. فأكملت قائلاً: وأرى أن يحدد عدد المنشآت التي يطلق عليها اسم رئيس الدولة بثلاثة أنفاق فقط وأربعة كبارٍ فقط وخمس مستشفيات فقط وستة شوارع فقط في كل البلاد ولا تزيد عن ست مدارس وجامعتين ولا يحمل اسمه أكثر من ميناءين ومطارين فقط. وذلك منعاً لانطباق نظرية التجميد العقلي بالحصار السمعي في علم النفس. أخذ صديقي المصري يفكر وران على المائدة صمت لم يقطعه إلا صديقي السعودي قائلاً لي خليك في أكل الفول صحيح أنك ملقوف. ما أعرف إيه الذي زعله.