لقد استطاعت دول نشطة فاعلة ان تحقق معدلات من النمو والانتاج والتقدم الصناعي والعلمي يضمن لها قدراً من الاكتفاء الذاتي في زمن قياسي، لحقت فيه بالأمم القوية اقتصادياً “مثل تركيا والهند التي بدأت مشوارها التقدمي منذ ثلاثة عقود مع المشاريع القومية العلمية والصناعية الانتاجية، واستقدموا لها الخبرة اللازمة التي تبني هذه المنظومة واستجابت لها الشعوب التي تحول افرادها الى طاقات منتجة مبدعة خلاقة وأيدٍ عاملة في كل الحقول مكنتهم من المنافسة في الاسواق العالمية في مجال الصناعات الثقيلة والخفيفة. مثل هذه الأمم اذا ما اصابتهم أزمة فبوسعهم الخروج والاستفاقة منها بسواعد أبنائها القادرين على بناء المنشآت والصروح وإدارة عجلة الانتاج من جديد في سرعة مبهرة وعدم التجمد واضاعة الوقت والمال لجلب الغرباء لمساعدتهم في ابسط واهم المشاريع كما يحدث في الشعوب الكسولة والمدللة، ولنا مثال واقعي في شرق اليابان ومحاولتها السيطرة على كارثة الزلزال الاخيرة بعقولهم المبدعة وطاقاتهم الخلاقة وهي من اكبر الثروات الصانعة للتقدم وتحدي المستحيل. وحين تصدرت صور المخترعين السعوديين بالتفصيل والشرح للمخترعات التي فازوا بها في معرض جنيف العالمي نتلهف لأن نعرف الخطوات اللاحقة لتلك الانجازات وأمثالها الذين هم في حاجة الى المؤسسات العلمية الحاضنة التي تحولها إلى مواد انتاجية يستفاد منها في الجهات ذات العلاقة بالمجتمع المتعطش لهذه العقول والايدي المنتجة في كل الحقول التي تساعد بلادنا على تحقيق منظومة الاكتفاء الذاتي في الانتاج وبناء قاعدة صناعية وعلمية منافسة، تحفظ لنا ماء الوجه. لذلك فإن تشجيع الجهود الرامية لتحقيق هذه الاهداف الجهود الرامية لتحقيق هذه الاهداف القومية على المدى القريب يأخذ “مساراً صحيحاً” من خلال ما نتابعه عن افتتاح المعرض والمؤتمر للتعليم العالي بالرياض في هذا الشهر من ابريل العام 2011م والداعي الى تكوين منظومة تعليم جامعي رائدة عالمياً مع ضمان المزيد من العمل البحث والابتكاري، وانشاء مؤسسات واعية للابتكارات واقتصادياتها في ثلاث جامعات لتحقيقها التنافسية العالمية. وقرار من مجلس الوزراء في خبر آخر بالصحف يفيد بمنح تأشيرات دون مقابل مالي باسم تأشيرة عالم أو خبير من كل الجنسيات لاستقطاب العلماء والخبراء الذين يثبت تميزهم في مجالات البحث العلمي للتعاون معهم لا شك ان مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة صحيحة. SalwaMosly.jeeran.com