لقد أقسم الله جل وعلا بالتين والزيتون، وهذا إن دل على شيء دل على أهمية هذا المأكل للحياة. وتشير دراسات حديثة أن نسبة الوفيات من السمنة تعدت نسبة الوفيات من وراء التدخين، ونسبة السمنة في مجتمعنا السعودي وصلت 70%، - وصلت فاتورة علاج هذه البدانة في المملكة 19 مليار ريال سنويًا - وهذا يقودنا إلى دراسة العوامل التي تؤدي وأدت فعلًا إلى هذه الظاهرة المميتة ببطء والتي من أهمها النظام الغذائي. فقد نخرت المأكولات السريعة الدسمة مجتمعنا السعودي وتعدت على «أكل البيت»، وغزت كذلك المشروبات الغازية ومشروبات الطاقة مجتمعنا ونافست «شرب الماء». وقد احتل الماء اهتمام كثير من علماء الغرب والشرق، فأتى الباحث الياباني مؤسس نظرية تبلورات ذرات الماء، وأكد أن ماء زمزم لا يشبه في بلوراته أي نوع من المياه في العالم، وأهميتها للجسم وقدرتها على الشفاء لكثير من الأمراض والسقام وتوجد مراكز صحية تنصح بماء زمزم لتخفيف الوزن وذلك لأن نسبة ال PH الهيدروجين فيها أعلى نسبة من جميع أنواع المياه.. ولكننا لم نتمسك بهذه البدائل، فاتبعنا نظام غذائي سيئ، بل وجعلنا توقيته بعد منتصف الليل في كثير من الأحيان، وخاصة في إجازة نهاية الأسبوع والمواسم والإجازات، فأصبحنا مجتمعًا مدمنًا على السهر، يستصعب الاستيقاظ المبكر، ناهيك عن أفراح السيدات والتي تقدم فيها الكوازي والخرفان بعد زفة الساعة الثالثة صباحًا، قبيل الفجر بقليل، هذا ونستنكر رياضة البنات والسيدات، بعد أن أصبحت رياضة الشباب رياضة نظرية تشاهد على التلفاز وليست تطبيقية على أرض الواقع. هذه هي الأسباب الحقيقية وراء السمنة، وأذكر مقولة جولدا مائير رئيسة الوزراء الإسرائيلية، عندما سئلت وحذرت من أن عقيدة المسلمين تنص على حرب قادمة بين المسلمين واليهود، سوف ينتصر فيها المسلمون عند اقتراب الساعة، فردت أنه لن يتحقق ذلك إلا إذا رأينا المصلين في صلاة الفجر مثلما يكونون في صلاة الجمعة، عندها سيكون زوال الدولة الصهيونية، وحتى ذلك اليوم.. يجب أن نسعى إلى مراجعة نظام حياتنا في المأكل والمشرب والحركة وحتى المنام.