خرج المعرض الأمني الخامس من خلال الفعاليات الثقافية التي قدمها خلال أيامه، بجملة من الرسائل الأمنية سواء في الحاجة الاجتماعية للأمن أو إدراك وتطبيق السلوك الأمني أو واقع الأمن من المنظور الشرعي . و أكد الدكتور عبدالله بن محمد الفوزان أن فقدان الأمن قد يكون جزاء على كفر النعمة، فينقلب الأمن خوفاً، إذا لم يكن شكر من الإنسان لله عليها: مستشهداً بالآية القرآنية {وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ} (112) سورة النحل. وذلك مثل أهل مكة في أول أمرهم، ومحاربتهم للرسول صلى الله عليه وسلم مع ما كانوا فيه من نعمة . وقال الفوزان خلال محاضرته التي ألقاها خلال فعاليات المعرض الأمني الخامس بحضور مساعد مدير الأمن العام لشؤون التدريب اللواء سعد بن عبدالله الخليوي وجمع غفير من رجال الأمن والمواطنين بعنوان (الأمن حاجة اجتماعية.. فلسفة المجتمعات نحو الأمن)، أن الأمن هو الدائرة الأساسية في إشباع حاجات ورغبات الإنسان وتكوين علاقاته مع الآخرين واعتبر الفوزان أن الأمن من أهم الأولويات في سعي المجتمع إلى النمو والارتقاء في جميع المجالات، حيث نصت آيات القرآن الكريم على أن الإخلال بالأمن محاربة لله ورسوله، وكانت عقوبته من أشد الحدود صرامة وحسماً في الإسلام، إذ إن عقوبة هذا الإخلال الخطير، تتراوح بين القتل والصلب، وبين قطع الأطراف والنفي، وكلها عقوبات جسيمة جعلها الشارع للزجر عن ارتكاب الجريمة، وللردع عند ارتكابها، فهي لشدتها تؤدي إلى الوقاية قبل ارتكابها، وإلى العقاب العادل عند وقوعها . ثم وصف الفوزان فلسفة الأمن في المجتمعات بأنها فلسفة تكاملية بين كافة مؤسسات المجتمع، الدينية والسياسية والإعلامية والاجتماعية والقضائية والأمنية، متناولاً بالشرح والتفصيل دور كل مؤسسة من هذه المؤسسات في تحقيق فلسفة المجتمعات للحفاظ على الأمن وتعزيز الحس الأمني . وأكد الفوزان في ختام محاضرته أهمية أن تكون منظومة الأمن قوية تجعل من سير عجلة البناء والتنمية عملية سهلة ميسّرة . وكان الشيخ الدكتور محمد العريفي قد ألقى محاضرة بعنوان الأمن في الأوطان من منظور شرعي ركز فيها على عدة محاور من بينها نعمة الأمن والأمان، وسرد لبعض الأمثلة الواقعية والقصص التاريخية حول من كانوا يرفلون بنعمة الأمن والأمان وأحوالهم بعد أن غابت عنهم نعمته، إضافة إلى ما ورد في النصوص الشرعية حول ردع الفتن وأهمية المحافظة على الأمن في الوطن والأحكام الشرعية حوله . كما تناول العريفي في محاضرته أفضل الوسائل الشرعية في تربية النشء وتثقيفهم بمحبة الوطن والمحافظة على الأمن وعدم الانجراف مع التيارات الفاسدة التي تحاول زرع الفتنة أو العبث بأمن الوطن، وتحدث العريفي أيضاً حول عدم الالتزام بتجنب المحاذير الشريعة التي تقود للانحراف الشخصي مثل ترك الصلاة وغياب الوازع الديني الذي قد يؤدي مستقبلاً للوقوع بالجريمة أو المخدرات أو الفساد الأخلاقي والتي جميعها تهدد الأمن وتركيبة المجتمع الإسلامي .