قرأت مقال الأستاذ / محمد لويفي الجهني بعنوان (تقليص المشرفين التربويين..... قرارات على طريق التطوير) في صحيفة المدينة بتاريخ 28 ربيع الآخر 1432ه، بداية أشكر للكاتب حرصه واهتمامه بتطوير التعليم والذي هو هدف كل من ينتمي للسلك التعليمي بصفة خاصة وهدف كل مواطن غيور يتمنى الارتقاء بتعليمنا إلى مصاف الدول المتقدمة. غير أنني أخالف الكاتب في حديثه عن المشرفين التربويين، وذلك بتوجيه مسار موضوع مقاله تعدادًا لمثالب وسلبيات المشرفين فقط، وإن كنت ألتمس له العذر في ذلك لوجود بعض الممارسات السلبية من بعض المشرفين مما أدى إلى تعزيز الجوانب التي تؤاخذ المشرف وإغفال الجانب المشرق مما أدى إلى تعميم تلك الممارسات على الجميع فوقعنا في ما يسمى بأغلوطة «التعميم”. إنني هنا لست في مقام الدفاع عن المشرف فهو بشر يخطئ ويصيب كما يخطئ غيره ويصيب، ولكنني في مقام العتاب لمن ألتمس منه الحرص والاهتمام بمستقبل أبنائنا لكونه نظر إلى الجزء الفارغ من الكوب وكان الأحرى به أن ينظر بعينٍ ثاقبة ليرى الجزء الممتلئ، وأعتب قبل ذلك على المشرف التربوي الذي يمارس سلوكيات غير مرغوب بها كالتفتيش وتصيد الأخطاء وكان من المفترض أن يكون معينًا وميسرًا وناقلًا لكل جديد ومفيد. إننا جميعًا ابتداءً من المعلم ثم مدير المدرسة ثم المشرف ثم مدير الإشراف.....الخ، وصولًا إلى وزير التربية والتعليم نعمل في منظومة واحدة لا يستغني أحدنا عن الآخر نهدف جميعًا لخدمة الطالب والذي بدوره يسعى لخدمة مجتمعه ورفعة وطنه. إن السلسلة المترابطة إذا سقطت إحدى حلقاتها وفُقِدت فإنها تكون قد خسرت ذلك الترابط والإحكام ولن يتمكن أحدٌ سد ذلك الفراغ، وعليه فإن اعتقدنا أن بإمكان المعلم أن يعمل ويبدع دون وجود المشرف التربوي فلنتأكد أن الطالب أيضًا من الممكن أن يتعلم ويبدع دون الحاجة لمعلم وذلك في ظل التطور التقني والتكنولوجي والتعلم الذاتي، وإن كنا نؤمن بدور المشرف التربوي كمدرب للمعلمين فلماذا لا نؤمن بدوره كناقل للخبرة؟! وهو الدور الأساسي للمشرف. أخي وعزيزي، نحن في عصر الإشراف الحديث المرتكز على العلاقات الإنسانية والتي فيها المعلم والمشرف وجهان لعملة واحدة همهما وهدفهما الأوحد هو تحسين الناتج التعليمي “الطالب” ولكننا عندما نجهل دور المشرف القائم على النقد البناء وذلك من خلال تعزيز الإيجابيات ومحاولة محو وإطفاء السلبيات، والحكم بعدم جدواه نكون قد أجحفنا في حكمنا وظلمنا أنفسنا وغيرنا، فالإنسان بطبعه صديق ما ألف عدو ما جهل. نحن نريد اليوم الذي ينتظر فيه المعلم زيارة المشرف بكل شوق ٍ ولهفة وذلك لتبادل الخبرة وتلاقح الأفكار لكي نرتقي بتعليمنا ونحقق أهدافنا، ولن يتحقق ذلك إلا بتعاون الطرفين وتسوية الأمور بينهما من خلال نشر ثقافة الحوار والتواصل والنقد البناء. فهل يا ترى نرى ذلك اليوم قريبًا؟!! أتمنى ذلك... غرم صالح الغامدي - المخواة