يعيبون على الجامعة العربية تقاعسها عن واجباتها للتدخل بجيش عربي موحد وفك الاشتباك بين النظام الليبي والشعب وحقن الدماء بديلاً عن التدخل الاجنبي في الشؤون العربية الذي جاء متأخراً. وحين توجهت قوات درع الجزيرة لحماية المقدرات والحصاد في دولة البحرين الشقيقة من منطلق الاتفاقيات المسبقة للخليج العربي الموحد سياسياً وعسكرياً وامنياً واقتصادياً، بدأت دولة إيران ابداء مظاهر الاحتجاج والاعتراض وإعلان الرفض والتهديد للمملكة بضرورة التراجع عن موقفها العسكري وعدم التدخل في شؤون البحرين الداخلية. فيالها من مفارقات السياسة التي هي كل حين في شؤون وشجون ومصالح ونوايا واهداف أليس انقاذ ما يمكن انقاذه اجدى من خراب مالطة؟! وان من الحكمة اتخاذ الخطوات الاستباقية لحماية هذا الجزء الهام من الوطن العربي المفتوح الحدود على بعضه البعض لحماية المقدسات والمقدرات في كل هذه المنطقة المترابطة المساحة الجغرافية والتاريخية!! فبعد اعوام مضت من حالة الهدوء النسبي اعقبت الحادي عشر من سبتمبر وباستثناء الساحة العراقية وافغانستان وباكستان الدامية فإن الوطن العربي والاسلامي عاد لانعقاد القمم العربية وبدأ في جهود جادة وغير مسبوقة على صعيد توحيد جهود الثقافة والاعلام وحماية الاثار العربية والاسلامية وتشجيع الابداع والابتكار العربي والشبابي، واصدار اعلان موحد بإن طاولة المباحثات لن تكون الحل الابدي للقضية الفلسطينية وكشف لعبة الفيتو الامريكية لمساندة اسرائيل، وابرام اتفاقيات مع افريقيا لاستزراع الاراضي، محاولة ايجاد سوق جديدة عربية. هذه المظاهر والبدائل سببت القلق للاوساط السياسية الكبرى وكان لابد لها من اللجوء لسياسة وورقة جديدة يطرحها اللاعبون في السيرك السياسي العالمي، فكانت الفوضى الخلاقة هي الوسيلة الجديدة المبتكرة لتعطيل كل هذه الرؤى والجهود العربية في المنطقة والتلاعب بالانظمة والقيادات، فكثر اللاعبون والمتطوعون من كل حدب وصوب وأعينهم متجهة نحو كنوز الشرق الاوسط الذي يموج ويغلي بالغضب والقلاقل والثورات والمطالب المعيشية والسياسية والمشهد يستوعب ايضاً لاعبي المؤامرات والدسائس وطامعي الثروات لتعويض خسائر الازمات الاقتصادية العالمية وايضاً مروجي الديموقراطيات والحريات والمزايدة مفتوحة لكل من هب ودب. فاحفظ اللهم اوطاننا من شرور هذه الفتنة. SalwaMosly.jeeran.com