العلمانية والليبرالية هل هما مصطلحان مترادفان أو مختلفان؟ هذه مسألة تحتاج إلى شرح وتوضيح ليس هنا مكانه، ويمكننا القول إن بينهما ارتباطًا وثيقًا، والسؤال الذي نريد الإجابة عليه: هل يوجد علمانيون وليبراليون في بلادنا؟ إذا أردنا أن نجيب عن هذا السؤال فلا بد من التحقق والتثبت كما أمرنا الله، والحقيقة أن هناك تعجل وعدم تثبت في هذه القضية، ومن خلال متابعاتي أجد أن بعض شباب وشيوخ الصحوة يطلقون هذا الوصف على كثيرين ممن لا ينطبق عليهم، فبعضهم يطلق وصف “علماني” أو “ليبرالي” على أساس الشكل، وليس على أساس الفكر، أو يطلقه على كل من لم يعجبه فكره أو سلوكه، أو تطلق هذه الصفة على من كان له رأي يخالف الرأي المعهود في بلادنا، وبخاصة أولئك الذين كان لهم رأي في مسائل: قيادة المرأة للسيارة أو الاختلاط أو ما شابهها من المسائل!! فهل يصح ذلك؟؟ إن العلمانية والليبرالية مصطلحان يعبران عن توجهات فكرية وأيديولوجية لها أسسها وقيمها وأنظمتها... وأنا أزعم أن كثيرًا ممن يوسمون بذلك في بلادنا هم بريئون. وليس لهم علاقة بالعلمانية أو الليبرالية، ولذلك أعجبتني محاضرة الدكتور عبدالله الغذامي (الليبرالية الموشومة) والتي بيّن فيها أن ممن ينتسب إلى الليبرالية ليس ليبراليًا وإنما هو ادعاء ليس له حقيقة، فالليبرالية تقوم على أساس حرية التفكير وحرية التعبير وكثير من المنتسبين إليها في بلادنا يمارسون الإقصاء، فأين هم من الليبرالية الحقيقية؟؟ هل يعني هذا أنه لا توجد علمانية أو ليبرالية في بلادنا؟؟ والجواب أنهما موجودتان في بعض الشخصيات القليلة التي تستحق هذا الوصف، وقد يكون لهم نفوذ يمارسونه لنشر هذا الفكر. ويمكننا القول إن مصطلح التغريب هو الأنسب للاستعمال، فهناك عملية تغريب، وهذه العملية يشارك فيها من هو علماني وليبرالي وغيرهم من الذين يسيرون في الركب من غير تفكير وانتباه، هناك من يريد أن يلبس هذا اللبوس ليظهر بمظهر الإنسان العصري المتحضر (المودرن) من غير فقه وفهم لما يعنيه مصطلح العلمانية أو مصطلح الليبرالية.