كثيرًا ما نسمع ويتردد فيما سمعنا عبارة (الإعلام السياحي)، ولكن علينا أن نفهم ما المقصود بهذه العبارة؟، وما المفهوم التعريفي لها؟ وكيف للإعلام أن يلعب دورًا مهمًّا في المجال السياحي؟ وما العلاقة والرابط بين الإعلام والسياحة؟. إن الإعلام السياحي هو التعريف بما يحتويه البلد من معالم سياحية، سواءً كانت طبيعية، أم أثرية تاريخية، أو فندقية، أو أي مظهر آخر، أو مجال من مجالات الجذب السياحي من (أنشطة، أو فعاليات، أو مهرجانات)، وذلك باستخدام كافة الوسائل الإعلامية المختلفة، والاتصالية المتطورة القادرة على جذب السياح، ومواطني البلد. لذلك فإننا نعتبر الإعلام السياحي صفة لازمة ومحورية للصناعة السياحية. كما يلعب الإعلام السياحي دورًا كبيرًا ومهمًّا في هذا المجال من خلال وسائل الإعلان والإعلام المختلفة، أو الترويج المتمثلة بالوسائل المقروءة، والمسموعة، والمرئية، والمعارض، والمراكز، والمطبوعات وغيرها، ونجد أن بقدر ما للإعلام السياحي من أثر إيجابي في الترويج السياحي، وبقدر ما هناك حاجة ملحّة لدوره الفعّال في عملية التنمية السياحية، بقدر ما هناك حاجة ماسة للاستثمار بوسائله المختلفة، أي أن هناك رابطًا قويًّا، وقويًّا جدًّا بين الإعلام والسياحة. ونرى أن هناك بعض الأمور المهمة لخلق سياحة إيجابية مفيدة منها: تحرير القطاع السياحي من القيود المفروضة عليه، الأمر الذي سينعكس إيجابيًّا على كفاءته في خلق الحوافز للقيام بإصلاحات في المنظومة السياحية، وتسهيل قيامها في تقديم الخدمات الشاملة من خلال عرض مشكلات هذه المؤسسات عبر الوسائل الإعلامية المختلفة، وكذلك خلق فرص للانطلاق نحو أسواق خارجية بتدعيم الوجود للتسويق السياحي بالخارج، مما يخلق فرص عمل جديدة، ويحد من البطالة عبر تلميع الصورة الخارجية للبلد، كما يتيح الإعلام السياحي خلق التكيف مع متطلبات المنافسة على مستوى الكفاءات، وأيضًا زيادة كفاءة فعالية الأسواق المحلية السياحية، ورفع مستوى الخدمات فيها، وزيادة مصداقية الدول أمام المستثمرين الأجانب، وتهيئة المناخ المناسب لجذب الاستثمارات الأجنبية، وإتاحة الفرصة للاستفادة من رجالات الأعمال، ومن الاستثمارات التي في الخارج، بالتالي ووفق ذلك سيتولد المزيد من الاطمئنان في ظل التطور الإعلامي والتكنولوجي في كافة المجالات. وعلينا أن نعي تمامًا أن ما للإعلام السياحي من أثر إيجابي فإنه قد يتحول إلى وسيلة مدمرة للسياحة، ويكون ذلك بطريقتين إحداهما عندما يكون مخادعًا لا يوافق الحقيقة ويبالغ في إظهار التسهيلات والمرافق، والأسعار المخفضة، وجودة الخدمة، بصورة وهمية خادعة.. والطريقة الثانية عبر إعلام الآخرين حينما ينقلون المعلومة بصورة خاطئة مخالفة للحقيقة تمامًا. في الأيام الماضية احتضنت المنطقة الشرقية ورشة عمل الإعلام والسياحة والتي نظمها فرع وزارة الثقافة والإعلام بالمنطقة الشرقية، وشارك فيها نخبة من رجال الإعلام والسياحة في المنطقة، ومن خلال مشاركتي في هذه الورشة فإنني أرى أن يكون التركيز على المحاور التالية التي تساهم إن شاء الله في تفعيل العمل الإعلامي لخدمة القطاع السياحي بالمنطقة الشرقية، على أن تكون كالتالي: أولها دور وسائل الإعلام المختلفة في تنشيط العمل السياحي، ومن ثم طرح العلاقة بين المؤسسات السياحية ووسائل الإعلام، ووضع إستراتيجية برامج العلاقات العامة في العمل السياحي بالمنطقة الشرقية، والعمل على دراسة استثمار العلاقة بين رجال الأعمال والمؤسسات الإعلامية في دعم العمل السياحي، وكذلك مناقشة وضع خطة إعلامية توعوية متكاملة بأهمية السياحة الداخلية، واستثمار البرمجة الإعلامية لتنفيذ المناشط السياحية على مدار العام مع مراعاة عاملي الوقت والمكان، ووضع هيكلة إدارية للإشراف على البرمجة الزمنية لتنفيذ المناشط والبرامج وفق أجندة إعلامية مدروسة، وأيضًا إيجاد الآلية والسبل المناسبة للتعاون بين الجهات المختصة ووسائل الإعلام لتفعيل الإعلام السياحي، ومن ثم الاستفادة من تجارب وخبرات الدول المجاورة في الإعلام السياحي ومدى النجاح الذي تم تحقيقه في بلدانهم. ونتطلع في الأيام المقبلة إلى عقد المزيد والمزيد من هذه الورش المثمرة والتي ستساهم في تطوير وتفعيل دور رجال الإعلام تجاه السياحة، وإرساء مفاهيم العمل الإعلامي السياحي. إضافةً إلى دعوة المهتمين في مجالات الإعلام والسياحة لإثراء مثل هذه الورش والندوات والمحاضرات التي ستساهم إن شاء الله في جعل المنطقة الشرقية في مصاف المدن المتقدمة سياحيًّا، وبالتالي سينعكس أثر ذلك إيجابيًّا في خلق فرص وظيفية وتنمية حضارية عمرانية في بلادنا الغالية. [email protected]