نظمت لجنة شباب الأعمال بالرياض محاضرة مؤخرًا للتعرف على أسرار ومبادئ إنشاء وإدارة المطاعم المحلية والعالمية، وعقد نواف أبا الخيل مدير عام شركة فرسان للأغذية والمنتجات الاستهلاكية، وصاحب الخبرة الكبيرة فى عالم المطاعم مقارنة بين سوق المطاعم في أمريكا ومدينة الرياض وقال: في أمريكا يوجد مطعم مقابل كل 600 فرد من السكان في حين يوجد بالرياض الآن نحو 6 آلاف مطعم وبنسبة تصل إلى مطعم لكل ألف شخص. وأكد أنه يستنتج من ذلك أن السوق المحلي ما يزال بحاجة إلى إقامة العديد من المطاعم التى تمثل فرصة استثمارية متاحة أمام الشباب الباحثين عن العمل والذين عليهم ان يستكملموا معارفهم وإعداد الدراسات الضرورية الخاصة بأنواع المطاعم المرغوبة وأنواعها وعمالتها وإدارتها وأساليب شراء المدخلات... إلخ. نجاح المطاعم السريعة وأوضح أن المطاعم السريعة sub way قد حققت نجاحًا كبيرًا في المملكة لأنها تناسب مزاج الشباب الذين يشكلون النسبة الأكبر من رواد المطاعم، لكن إدارة هذا النوع من المطاعم يتطلب مجهودًا كبيرًا، وضرب بعض الأمثال لمثل هذه المطاعم. و كشف أن المطاعم السريعة هى الأسرع نموًا في السوق المحلي، وتوجد نماذج قليلة من مطاعم الفرنشايز العالمية وما يزال السوق متقبلاً لنسبة كبيرة من هذه المطاعم التي تخضع بطبيعتها إلى آلية إدارية تضعها الشركة المانحة للامتياز وجاهزية إدارية وتدريبية مقابل رسوم الامتياز إلاّ أنه رأى أن هذا النوع من المطاعم يصلح فقط للجهات التي تتمتع بتأسيس جيد وقدرة مالية أعلى من المطاعم غير الرسمية (الكاجوال) التي تتيح خيارات كثيرة من الأطعمة، ولا يضطر أصحابها لدفع رسوم الفرنشايز التي تكون مرتفعة ومكلفة لكن ميزاتها أن المطعم يستقبل زبائن جاهزين منذ اليوم الأول لبدء التشغيل. وكشف أبا الخيل إن عام 2010م شهد لأول مرة في تاريخ البشرية تفوق المطاعم على البقالات في نسبة الربحية التي بلغت في السوق الأمريكية بين 60 إلى 70% بينما تصل ربحية البقالة في السوق السعودية بين 15-20%. دراسة الجدوى ومن أنواع المطاعم الأربعة وهي: الفرنشايز، المطاعم الرسمية fine dining، المطاعم غير الرسمية الكاجوال، والمطاعم السريعة، لا ينصح أبا الخيل الشباب بالاتجاه إلى المطاعم الرسمية التي تتطلب تكلفة عالية جدًّا من الأثاث الراقي والبيئة الداخلية البروتوكولية، وهو نوع لم ينتشر كثيرًا في السوق السعودية لأن العملاء لا يميلون إلى اللجوء لمثل هذه التقاليد التي تتطلب خدمة معينة، ووقتًَا طويلاً يقضيه العميل داخل المطعم وهو يناسب البيئة والثقافة الغربية التي تتطلب تقديم بعض الخدمات التي لا تلائم ثقافتنا وثوابتنا. واعتبر أبا الخيل أن المجتمع السعودي لا يزال جديدًا في ثقافته الغذائية التي قال إنها محدودة وشحيحة، ونصح الشباب الراغب في إقامة مشروع مطعم أن يجتهد للتعلم من أصحاب التجارب السابقة الفاشلة ومن منافسيهم المباشرين وغير المباشرين وانتقد الثقافة الاجتماعية التي لم تكن تشجع الناس للانخراط في هذه المهنة المربحة لكن شباب اليوم عليه أن يتخلص من تلك الثقافة إذا أراد أن يخوض تجربة عملية ناجحة -وقال أبا الخيل- استمعوا إلى أصدقائكم ومعارفكم عن تجاربهم وعاداتهم في ارتياد المطاعم فهم يمثلون أفضل المستشارين لكم، ويجب أن تثق في المعلومات والانطباعات والانتقادات التي يدلون بها لأنهم صادقون ولا يجاملون في هذا الأمر بالذات، ولأنها تجربة حقيقية قد مر بها شخصيًّا. وأضاف: وعليكم أن تبتعدوا عن الفكرة النرجسية وتقوموا بإعداد دراسة الجدوى بجهدكم الذاتي، وإذا تمكنتم من اختيار موقع معين فعليكم أن تعرفوا كل شيء عن هذا الموقع وما يحدث للمحلات المجاورة وأنواع الزبائن الذين يرتادونها ومراقبة كل الأوقات على مدار الساعة وأنواع وشرائح السكان وجنسياتهم والأطعمة التي يفضلونها... الخ، وبعد ذلك عليهم أن يضعوا الدراسة الخاصة بالإدارة والعمالة ونوع الأطعمة ومدخلاتها وتكلفتها. وقال “ومن الضروري أن تختصروا قائمة الطعام المقدمة في المطعم ويمكن اعتماد مبدأ التجربة والحذف لأنواع الطعام الأكثر قابلية للاستمرار بالمشروع، وبأن هناك معادلة معروفة في إدارة المطاعم تسمى الفرصة الضائعة، وهي أن يتم تجهيز الطعام بالكمية المتوقعة للاستهلاك اليومي معتبرًا أن انقطاع الطعام في آخر اليوم أفضل من الهدر للطعام المعد لأكثر من عدد العملاء المتوقعين”. ونصح أبا الخيل أصحاب المطاعم من الشباب بالاعتماد على نظام out sourcing لأنه يقلل نسبة كبيرة من تكلفة الإعداد وخفض نسبة العمالة المطلوبة وقال “من الخطأ القيام بتحضير جميع عمليات الطبخ داخل المطعم فهناك نسبة غير قليلة من الأعمال يمكن أن تتم خارجيًّا سواء بواسطة بائعي مدخلات الإعداد من اللحوم والدواجن والخضر والفاكهة.. وغيرها أو حتى بالاعتماد على البيت إذا كان فيه أشخاص من الأسرة يستطيعون القيام بهذا الدور”.