عنوان اليوم يصلح أن يكون عنوانًا لرسالة دكتوراة، ثم يتم طباعتها، ويتم توزيعها للعالم أجمع؛ كي يفيد من تجربة هذه البلاد الرائدة، ليتم الاقتداء بها وتصبح أنموذجًا يقتفى ومثالًا يُحتذى لجميع دول العالم، وبخاصة الإسلامية والعربية منها. لكن ثمة شخصية كفت الجميع المؤونة وقدمت هذه الأسس بشكل سريع وجذاب في محاضرة قيمة ضمن برنامج الجامعة الإسلامية الثقافي لهذا العام. ومما زاد من قيمة هذه المعلومات أنها صادرة ممن عُرف باهتماماته العلمية ومنحه جزءًا من جهده وماله للجوانب التاريخية، وهو يرأس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز، ورئيس الجمعية السعودية للتاريخ. هذه الهامة عاصرت التاريخ، وعايشت عهد المؤسس وعاصرت مراحل التأسيس من خلال مناصب قيادية، فكان حديثها نابعًا من واقع مشاهد، وليس نقلًا من كتب أو مخطوطات، ولذا فقد كانت المصداقية شعار محاضرته والواقعية سمة كلماته. إنه الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، الذي تجلّى مساء الثلاثاء الماضي ليطل على الجميع، ويزودهم من معين ذاكرته رابطًا ذلك بنظام الحكم، ومؤكدًا على ثوابت البلاد وخصوصيتها، مطالبًا وسائل الإعلام بالسير وفق هذه المنهجية.. في إشارة من سموه إلى بعض المواقع والأقلام التي أرادت أن تسير وفق مناهج وطرق مخالفة لكتاب الله وسنة نبيه. ولقد كانت المداخلات بمثابة تسليط الضوء على جوانب ذكرها سموه في أثناء محاضرته وإضافات تأكيدية من أئمة الحرمين وبعض الشخصيات الإعلامية من الجانبين النسائي والرجالي. وكم كان رائعًا أن يعلن معالي مدير الجامعة أ. د. محمد بن علي العقلا أن الجامعة ستقوم بطباعة هذه المحاضرة وتتبنى توزيعها لكل الجهات، فهي بحق يفترض أن تكون أمام أنظارهم، فلا تزيغ لمنحى مخالف، مهما كانت طبيعته وفكره مع احترام فكر المخالف. إن المتأمل يجد أن أهمية خاصة تحملها هذه المحاضرات كونها تصدر عن أحد أبناء المؤسس وممن أشاد بناء هذه الدولة من خلال إمارته للعاصمة، ويرجو الجميع أن تتكرر مثل هذه اللقاءات؛ فالوقت لم يعد للباحثين وطلبة العلم فقط بل المواطن يتوق للاستماع ممن عايشوا الأحداث عن قرب، ويعلمون جيدًا ما وراء الأكمة من أمور ربما تخفى على الباحثين أحيانًا. وفي نهاية المحاضرة كانت البشرى وهي تدشين سموه لكرسي الأمير سلمان لدراسات تاريخ المدينةالمنورة، وتلتها بشارة أخرى يوم أمس الأول الأربعاء في قصر سمو أمير المنطقة المحبوب الأمير عبدالعزيز بن ماجد، حيث المؤتمر الصحافي الذي أعلنت فيه دارة الملك عبدالعزيز وبتوجيه الأمير سلمان إشرافها على مركز ودراسات وبحوث المدينةالمنورة، وكم كانا رائعين معالي الدكتور فهد السماري والشيخ صالح عواد المغامسي حيث حوى المؤتمر بشارات متعددة لأهالي طيبة ولمحبيها، لا أريد إفسادها؛ فهي ستكون محور مقال قادم.. فإلى ذلكم المقال القريب أترككم في رعاية الله. [email protected]