اعتبر معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة أن ندوة تتخذ من اللغة والإنسان موضوعاً لها كفيلة بألوان من التأملات في علاقة العطف بينهما فاللغة مجلى إنسانية الإنسان وهل أصبح الإنسان إنساناً بغير هذه الهبة العجيبة التي نسميها اللغة وهل كلف الإنسان بغيرها وهل من وسيلة أبدع فيها هذا الكائن أن يحير هذه الحضارة واستحق خلافة الله تبارك وتعالى في الأرض بغير اللغة. وقال الوزير خوجة خلال افتتاحه مساء أمس ملتقى “اللغة والإنسان”، والذي ينظمه نادي جدة الأدبي: “هذا أول لقاء لي في النادي الأدبي بعد أن أمر خادم الحرمين بدعم كل ناد أدبي ب 10 مليون ريال وهي بادرة طيبة نستهل بها هذا النشاط الثقافي الأدبي الكبير بالنادي الأدبي بجدة ونحن نتشرف بوقائع ندوتكم هذه بما اعتبر بموضع جاد على اللغة والإبداع وبمشاركة صفوة من ألمع الباحثين والباحثات من المملكة والعالم العربي، وهل بلغ الإنسان المعرفة الحقيقية إلا باللغة فأتم الآدمي على مخلوقات الله سبحانه وتعالى كلها في سر اللغة الذي هو سر المعرفة، ولعله من الشيق أن ينتهي إلينا معرفة الكون والأشياء بواسطة الكلمات وهل من معرفة تتم من غير الأسماء وهل يفرح الإنسان ويحسن ويسعد ويشقى ويبني ويهدم ويحب ويكره من غير كلمات اللغة». مشيراً إلى أن اللغة تلعب دوراً في تشكيل الوعي وينقسم العالم حيالها إلى معسكرات وإلى حرب كلمات. ونوه الوزير خوجة في كلمته بتقديم التهاني بمناسبة اختيار السعودية منى خزندار مديراً عاماً لمعهد العالم العربي بباريس، وقال: «الأخت منى خزندار أول امرأة تتولى هذا المنصب الثقافي الرفيع وهذا المنصب الثفافي الرفيع مفخرة لكافة السعوديين والعرب وإبراز للمكانة الثقافية التي حققتها المرأة السعودية محليا وعالميا بفضل دعم قيادة هذا الوطن». كما نوه بفوز الروائية السعودية رجاء عالم بجائزة البوكر وهذا إنجاز جديد ومهم للرواية السعودية، وقال: «لعله من الطريف جداً أن يتواكب حصول الروائية رجاء عالم على هذه الجائزة القيّمة مع موضوع الندوة موضوع الإنسان واللغة وأظنكم تتقفون معي في القول بأن رجاء عالم تتعامل مع اللغة بطريقة متفرّدة». وتابع الدكتور خوجة: «لقد أحسن نادي جدة الأدبي حينما توّج ندوته هذه بتكريم شخصية أدبية وعلمية كبيرة ألا وهو الأديب واللغوي والمحقق الكبير العلامة الأستاذ أحمد عبدالغفور عطار -رحمه الله- صاحب المؤلفات الكثيرة في مختلف العلوم العربية والإسلامية وأحد بناة نهضتنا الأدبية في المملكة فهو قمة شماء في الدرس اللغوي تأليفا وتحقيقا وأسهب في مؤلفاته بالدفاع عن لغة القرآن الكريم”. هذا وقد أقيم حفل خطابي في افتتاح فعاليات الملتقى مساء أمس، حيث تحدث رئيس نادي جدة الأدبي الدكتور عبدالمحسن القحطاني والذي قدم الشكر للدكتور عبدالعزيز خوجة على رعايته للملتقى، وقال: “في هذه الليلة البهيجة والمشعة بحضور هذه الكوكبة من علمائنا وباحثينا ومفكرينا في عالمنا العربي ونحن جميعا نزفّ عالما جليلا ولغويا قديرا هو الأستاذ أحمد عبدالغفور عطار رحمه الله نزفّه بيننا تأليفا وتحقيقا ووجودا فكريا فله العديد من المؤلفات في اللغة مثل الفصحى والعامية فأهلا ومرحبا بأسرته لتواصلها مع ناديهم”، وأضاف: “هؤلاء العلماء عاشوا في محاريب العلم ولذّة البحث ومتعة النتيجة وأنا على يقين بأننا سنستمع إلى بحوث عميقة وواعية لأن المجتمع صاحب وعي وإدراك والمعلومات متوافرة ومتوفرة بيد أننا نحتاج إلى حسن التوظيف لها واستغلالها أحسن ما يكون الاستغلال”. وخاطب القحطاني مثقفي ومثقفات جدة بأن يسرعوا للانضمام في الجمعية العمومية للنادي. بعد ذلك ألقى الدكتور عوض القوزي كلمة نيابة عن المشاركين بالملتقى، قال فيها : أنا أمامكم حسن ظن من إدارة النادي بحسن التمثيل لإخواني المشاركين والمشاركات ولعلي انطق بقليل مما لديهم وأقدم الشكر لأصحاب الشكر ونحن الليلة مع اللغة والإنسان وأنا لست أفصحهم ولكن ربما كان للشيب وقعه أن وضعوني هنا”. ألقى بعدها ابن المحتفى به العقيد طيار هيثم أحمد عبدالغفور باعطار كلمة وقصيدة سبق وأن انفردت “المدينة” بنشرها آنفا، لتلقي بعده والدته السيدة مزيّن خالد حقي كلمة قالت فيها: “إنه من دواعي سروري أن يقام هذا الحفل تكريماً لزوجي في ملتقى قراءة النص على شرف معالي الدكتور عبدالعزيز خوجه ولقد أفضل علينا معاليه قبل ثلاثين عاما عندما كان وكيلا لوزارة الثقافة والإعلام بزياراته مع الدكتور محمد عبده يماني رحمه الله للإطمئنان على صحة زوجي عندما كان مريضا بالمستشفى وها هو الآن يفضل علينا مرة ثانية بتكريم الرجل الذي عشق التراث وقطب من اقطاب الرواد في الأدب السعودي”. وبعدها ألقت الدكتورة شفاء عقيل والتي أعدّت بحثاً يتناول سيرة الأديب الراحل وسيتولى طباعته نادي جده الأدبي كلمة قالت فيها: هذه المبادرة المباركة لتكريم علم فذ من علم بلادنا الحيبيبة هي مبادرة تستحق الشكر”.