الكرام يقبلون العذر وأحسب أنكِ منهم. جاء حين من الوقت أراد بعض من اختاركِ سكناً أن ينالوا منكِ وجعلوكِ مطية لمآرب أخرى، فصمدتِ كما هو عهدكِ دائماً والتزمت بالصبر وربما تتساءلين!! إذا كانت الصورة القاتمة عني لم تولد إلا في أعقاب كارثة يجمع العقلاء أنها تعد ضمن الكوارث الطبيعية التي تجتاح العالم، فلماذا نقبل بها في البلدان الأخرى ولا نعد سببها الفساد، بينما تندرج إذا جاءت في محيطنا في إطار الفساد (دون أن نقلل من تأثير الفساد على بعض ما نفذ من مشاريع أو مشاريع لم تنفذ أصلاً)، ودون الخوض في هذه التفاصيل، فإننا نعتذر لك أيتها العروس عن أي إساءة لحقت بكِ وبرجالنا المخلصين الذين لم يقصروا في واجباتهم وكانوا يواصلون الليل بالنهار محاولة منهم لإصلاح ما أفسده الدهر ويتحملون الوزر.. ويتحملون أعباء السابقين.. ويحاسبون وهم غير مخطئين.. وهم ورغم كل هذه الإحباطات لم يتوقفوا عن العمل بل تسارعت الخطوات في ظل الخطة الإستراتيجية التي ساهم فيها المختصون وقد تم تنفيذ جزء منها على الطبيعة وبعضها قيد التنفيذ وبعضها بصدد الترسية بعد أن تم تجاوز عوائق عديدة مالية وبيروقراطية لتحرير مشاريع جدة من هذه الصعوبات والمعوقات وهو ما أفصح عنه أكثر من مرة سمو أمير منطقة مكةالمكرمة وقد تمكن بفضل من الله ثم بتعاون الفرق العديدة التي شكلها وأشرف عليها من تحقيق مكتسبات عديدة، وبمتابعة غير عادية تم إنهاء أزمة المياه التي عانت منها جدة لسنوات عديدة ومعالجة مشكلة النفايات وأضرارها البالغة على البيئة والشروع في تنفيذ مشاريع الصرف الصحي وتصريف مياه الأمطار، والأخبار التي وردت من أمارة منطقة مكةالمكرمة تؤكد إنهاء مرحلة كبيرة من مشاريع الصرف الصحي بجدة بنهاية عام 2012م بعد معاناة دامت عقوداً. وكان القوم يتخوفون من شيء اسمه (بحيرة المسك) واليوم وقد تم تجفيفها ستشهد تلك المنطقة مشاريع عدة، منها بحيرات مائية نقية وشلالات ومنتزه بيئات طبيعية من الحيوان (سافاري) ومشاريع ترفيهية حولها إضافة إلى الغابة الزراعية التي بدأت معالمها تتضح وسينشأ فيها مسارات لرياضة المشي، وهناك محطة تنقية أنشئت ليتم الاستفادة من المياه المعالجة للزراعة أو حتى للاستخدام الآدمي. قد لا يكون من المناسب التحدث عن الأرقام المعتمدة لتطوير شرق جدة تحديداً، منها ما هو معتمد للتنفيذ وفق الطرق التقليدية ومنها (وهو الأكبر) ما هو محرر من قيود البيروقراطية المقيتة، أي أن مدة التنفيذ ستكون أقل في الوقت، ولعل ما يسعدنا جميعاً أنها شملت كل البنية التحتية للأحياء العشوائية. هناك العديد من الاختناقات المرورية التي تعاني منها جدة، وآمال لتطوير الكورنيش الشمالي والجنوبي ومطالب عديدة بإنشاء الحدائق العامة لتكون الرئة التي يتنفس من خلالها السكان وآراء بعض الشباب والكهول في مدينتهم.. وهذا ما سنقف عنده لاحقاً. فاكس: 026980564 [email protected]