أكد معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة على أن الأيام الثقافية تحقق فكرة خادم الحرمين الشريفين في الحوار ما بين الشعوب كونها الروافد الحقيقية بين الشعوب، مشيراً إلى أنه بدون الحوار والتواصل لا يمكن أن نفهم الآخر ولا نستطيع أن نتكلم معه، فالحوار من شأنه أن يقرّبنا من بعضنا البعض. جاء ذلك في تصريح لمعاليه مساء أمس الأول عقب رعايته لحفل افتتاح الأيام الثقافية لجمهورية أوزبكستان بمركز الملك فهد الثقافي بالرياض، وأعرب الدكتور خوجة عن سعادته واعتزازه بإقامة الأيام الثقافية الأوزبكية في المملكة، قائلاً: “نحن نعتز جداً بهذه العلاقة بين المملكة وأوزبكستان ونعتبرها امتدادا لعلاقات تاريخية طويلة مجذرة في التاريخ نفسه، ويربطنا نحن مع هذه البلاد ومع أهلها تاريخ ثقافي طويل جداً نعتز به كثيراً”. واستشهد معاليه في هذا الصدد بعلماء مثل البخاري والترمذي والكثير من الرموز اللامعة المضيئة التي ستظل مضيئة دائماً في سماء العلم والثقافة واللغة والدين، مؤكداً على أن الذي يربط المملكة مع أوزبكستان هي روابط قوية جداً وتزداد قوة ورسوخاً مع الزمن. وعن نظرته لمثل هذه الأسابيع الثقافية ودورها في التقاء الشعوب والتعريف بالحضارات، قال: “الأسابيع الثقافية بين البلاد المختلفة مهمة وتشكّل جسوراً من المعرفة وأهم تلك الجسور هي الجسور الثقافية فنحن نحاول أن نعرّفهم على ثقافتنا وهم يحاولون أن يعرّفونا على ثقافتهم وهذه تزيد المعرفة ما بين الشعوب”. وأردف قائلاً: “اللوحات أو الرسوم أو الفلكلور الشعبي وغيرها كلها تساعد على التقارب وتساعد على تمازج الحضارات وتساعد على الفكرة التي تفضّل بها خادم الحرمين الشريفين عن الالتقاء مع الشعوب والحوار مع الآخرين في أي لغة وفي أي دين، خاصةً أننا اليوم نستقبل إخواننا من أوزبكستان.. لهم نفس الدين.. ومشتركون معنا في حضارة طويلة جداً هي الحضارة الإسلامية، وخرج من بلادهم الكثير من العلماء المسلمين الذي ما زالوا يضيئون لنا الكثير من حياتنا الثقافية والدينية”. وزاد معاليه: “اليوم شهدنا بداية الأيام الثقافية الاوزبكية في الرياض التي ستستمر وسوف أطلع على كثير من ثقافتهم من اللوحات والصناعات الحرفية المختلفة والسجاد وغير ذلك من أنواع الفنون”. واختتم الدكتور خوجة حديثه قائلاً: “نحن أيضاً ستكون لنا أيام ثقافية في أوزبكستان كما كانت لنا أيام ثقافية في تركمستان وفي غيرها.. هذه أيضاً رؤية نافذة عليهم ونافذة علينا وبالتالي نستطيع أن نكوّن هذه العلاقة الحميمية بيننا”. وكان وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة قد رعى مساء أمس الأول حفل افتتاح الأيام الثقافية لأوزبكستان بمركز الملك فهد بالرياض بحضور صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن سلطان مساعد وزير الثقافة والإعلام ووكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الإعلامية الدكتور عبدالله الجاسر ووكيل وزارة الثقافة والإعلام المساعد للشؤون الهندسية الدكتور رياض نجم ومدير وكالة الأنباء عبدالله الحسين ووكيل وزارة الثقافة والإعلام للعلاقات الثقافية الدولية المهندس صالح المغيليث وعدد من المسؤولين في الوزارة. وقام وزير الثقافة والإعلام بتكريم أعضاء الوفد الأوزبكي، كما قام نائب وزير الثقافة والرياضة بأوزبكستان بتقديم هديتين تذكاريتين لمعالي وزير الثقافة والإعلام وسمو مساعده. عقب ذلك افتتح وزير الثقافة والإعلام المعرض المصاحب الذي اشتمل على صور عن أوزبكستان وعرض للمنتجات اليدوية والحرفية وصور وأعمال تشكيلية تعكس التراث والموروث الشعبي الأوزبكي. كما شاهد الحضور عرضاً للفلكلور الشعبي والموروث الأوزبكي ووصلات غنائية وموسيقية. يذكر أن الأيام الثقافية الأوزبكية سوف تقدم عروضها إلى يوم غد في الرياض قبل الانتقال إلى جدة لمواصلة العروض يومي الثلاثاء والأربعاء بمركز الملك عبدالعزيز الثقافي بأبرق الرغامة بجدة. «طشقند».. مركز العلوم والثقافة في أوزبكستان وآسيا الوسطى. تجدر الإشارة إلى أن جمهورية أوزبكستان التي تقع على مساحة 448 كلم مربع، تعد القلب الثقافي والتاريخي لوسط آسيا، وتتضمن أكثر من 4000 موقع تاريخي، إضافة إلى مدن طريق الحرير القديمة ومنها سمرقند وبخارى وكييفا، وتربط ما بين أوروبا وشرق آسيا، وكانت مركزاً ومشهداً للتجارة والحرف. وتعد “طشقند” عاصمة أوزبكستان واحدة من أقدم المدن في العالم ويصل عدد سكانها إلى 2.5 مليون نسمة ويعود تاريخها للقرن الأول قبل الميلاد. وكلمة “طشقند” تعني “مستوطنة الحجر”، وعبر القرون بدّلت “طشقند” اسمها عدة مرات إلى “شاش”، و”شيش”، و”شيخانت”، و”بنكنت”، وعُرفت باسمها الحالي منذ القرن الحادي عشر، وهى الآن المركز الرئيسي للعلوم والثقافة في أوزبكستان وآسيا الوسطى. وتضم “طشقند” 20 متحفاً للفنون الحديثة والقديمة يُعرض فيها 30 ألف تحفة يدوية.