في ظل تكوين الكيانات الكبرى كاتجاه عالمي أصبح هو الطابع الغالب على الاقتصاد الدولي حيث يتميز بكونه أكثر أهمية وتنظيماً وحماية استثمارية عملاقة عن طريق الشراكة والاندماج الرسمي، قد يبدأ من المحلية نحو الإقليمية ثم العالمية في خطوات متتابعة تتزامن مع إقامة المدن الاقتصادية والاستثمارية والصناعية ثم إنشاء بنوك لجمع رؤوس الأموال ومن ثم استثمارها لإقامة المشروعات الموجهة ذات الجدوى الاقتصادية والربحية والمستدامة. على غرار سعي الغرف التجارية لاحتضان شراكات من رؤوس الأموال لرجال الأعمال من دول عربية باتفاقات فيما بينها لإقامة مشروعات، وعلى غرار أيضاً ما تقوم به الدول ذات المحيط الجغرافي المتقارب للدخول في كيانات واتفاقيات اقتصادية واستثمارية مثل دول مجلس التعاون الخليجي، وسعي المملكة للتعاون مع الدول الإفريقية والدخول معها لإقامة استثمارات زراعية وتجارية وإنشاء بنك استثماري إسلامي إلى آخره. وهكذا في ظل هذه الأجواء والشراكات القوية تمت فاعليات منتدى جدة الاقتصادي في العام الأول من العقد الثاني للعام 2011م، 1432ه تحت شعار (متغيرات القرن الواحد والعشرين)، ولعل من المفيد ذكر أهم الموضوعات والمحاور ذات العلاقة بالشعار الرئيسي لهذا المنتدى والتي تخدم هذا المفهوم والتوجه الذي يعكس هذا المعنى بوضوح وتؤكده هذه العناوين: تأثير القوى العالمية، حوار مع قائد عالمي، التحولات الكبرى، الدولة كشريك رئيسي، الانتاجية الرئيسية، العلوم والتكنولوجيا والابتكار، ما بعد الكوارث، لقاء القادة، مستقبل الاقتصاد الإسلامي في القرن 21، مستقبل التمويل الإسلامي. ومما يبشر بالخير حول مستقبل الاستثمار في المملكة العربية السعودية كأحد محاور المنتدى: ففي هذه المرحلة الفارقة مؤخراً تشهد بلادنا فترة من الازدهار إثر الإصلاحات والمعالجات التي شملت جوانب هامة بإعادة الشراكة الفاعلة بين القطاع الحكومي والخاص، قرار إنشاء هيئة مكافحة الفساد، دعم الجهاز الرقابي بوزارة التجارة والصناعة، توسيع فرص العمل للشباب بالقطاعين، دعم قطاع الإسكان بقرارات هامة، كما صرح محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي بالرؤى القادمة لاتخاذ نظام متعدد الاتجاهات يضم الدولار واليورو والعملة الصينية، أيضاً إعلانه أن المملكة خامس أكثر الدول تطوراً في التنمية الاقتصادية بما تلجأ إليه من حلول لاستخدام فوائد الميزانية لتحقيق الإصلاحات والانفراجات التنموية بشكل يعود على الوطن والمواطن بمزيد من الاستقرار والانتعاش. SalwaMosly.jeeran.com