أنا طالبة في مرحلة الثانوية العامة، أتبع في مذاكرتي أسلوب تنظيم الدراسة عبر جدول مناسب، ولكن مشكلتي أنني لا أطبقه، فأنا أضيع وقتًا كبيرًا في اللعب على الحاسوب، أو في الحديث مع أهلي وصديقاتي، فكيف لي أن التزم بهذا الجدول؟ علمًا بأن المنزل فيه كل سبل الراحة، ولا وجود للمشتتات في حياتي؟ “العلم في الصغر كالنقش على الحجر” ولا أفضل حصر العلم بما نتعلمه في حياتنا الدراسية، سواء كانت المدرسية أو الجامعية، بل إن ثقافة تنظيم الوقت والمهام حسب الأولويات، وتوزيع الجهد بناء على ما يناسب ظروفي ووضعي، كما أن وضوح الهدف المتوافق مع شخصياتنا وظروفنا والذي نسعى لتحقيقه منذ سن مبكر هي من أهم الأمور التي لا بد من معرفتها لنضمن لأنفسنا حياة خالية من التعارض والكبت الناتج عن الفشل، ودعينا أختي السائلة نلخص الحل في سطور ليكون سهلاً عليك استيعابه وتطبيقه، فبعد كل ما تقدم ذكره عليك ابتداء لا بد أن تعلمي أن وضوح هدفك وطموحك المستقبلي حافز كبير يساعدك على المثابرة في مذاكرتك، والسعي الجاد لتحقيق أفضل النتائج ممّا يساهم في التزامك بجدولك أكثر، وأحب أن أنوه هنا بأن النتائج الجيدة ليست العلامات الكاملة فقط، فما نفع العلامات الكاملة بدون علم يؤتي ثماره مدى الحياة تفيدين به نفسك ومن حولك؟ ثانيًا لا بد أن يكون جدولك واقعيًّا ومناسبًا لظروفك وامكاناتك وطاقاتك، فأنت من سيطبقه لا سواك، لذا حاولي أن تنظمي جدولك بمفردك وإن ساعدك من حولك فليكن الشكل الأخير للجدول من صنعك أنت وأنت فقط. ثالثًا: من المهم جدًّا ألا تركزي على الكم، بل ركزي على النوع، فليس من المهم كمية المعلومات التي قمتِ بحفظها ودراستها، بل نوعيتها من حيث درجة الأهمية هو الأهم والأجدى في تحقيق الدرجات العليا -بإذن الله- ومن هنا لا بد لك أن تعرفي أن 20% من القراءة تساوي 80% من الأهمية، وهذا يعني تركيز الجهد والوقت على المعلومات الهامة والأساسية، وعلى ذلك لابد ألا تراكمي المواد بدون مذاكرة ما يوفر عليك جهدًا كبيرًا أيام الامتحانات، هذا ما وفقنا الله إليه وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، نتمنى أن يوفقك المولى لما تصبو إليه نفسك.