إنّ الدولة السعودية قد بُنيت أسُسها على التوحيد؛ والحرص على الدعوة إلى الله تعالى ونشرها، ودعم أهل الحسبة، والتحفيز على حفظ القرآن الكريم، والسنة النبوية المطهرة، وحبّ العلماء وتوقيرهم، وذلك نتيجة طبيعية حين نعرف أنّ مؤسسها الإمام عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود -رحمه الله- قد تربّى وترعرع بين أيدي العلماء، وفي حلقهم، من أمثال الشيخ عبدالله الخرجي، والشيخ محمد بن مصيبيح، والشيخ عبدالله بن عبداللطيف آل الشيخ -رحمهم الله جميعًا- وعندما فتح المؤسس -رحمه الله- مدينة الرياض عام 1319ه كلّف الشيخ عبدالعزيز بن عبداللطيف آل الشيخ بالقيام على ولاية الحسبة، وأمر بتزويده بأعضاء يساعدونه في جميع المناطق؛ وهكذا بنى هذه الدولة على التوحيد والعطاء: بنى لنا دولة التوحيد في وطنٍ تفديه أرواحنا حبًّا وعرفانا بنى البناء على القرآن معتقدًا بأنّ فيه لهذا الشعب تبيانا فيه الأمان وفيه الخير يغمرنا لأن أحكامنا بالشرع ترعانا وقد سار أبناؤه البررة من بعده على ذلك، فهذا خادم الحرمين الشريفين الملك الصالح عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- يصدر بالأمس عدة قراراتٍ وأوامر لتعزيز الهويّة الإسلامية، والدعوة إلى الله تعالى، ومن جملتها احترام أهل العلم وتقديرهم، وعدم التعرّض لهم بالإساءةِ أو النقد الجارح، انطلاقًا من قوله تعالى: “يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات”، وحفظ حقوقهم وكرامتهم، وعدم لمزهم والتطاول عليهم في الصحف وغيرها من وسائل الإعلام؛ وحرصًا منه -حفظه الله- على الدور الرائد الذي تقدّمه هيئة الإفتاء، واستشعاره لأهمية الفتوى، وتعليم الناس لأمور دينهم، وتبصيرهم بما ينفعهم من أمور دنياهم، أمر بإنشاء عدة فروعٍ، للرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء، في جميع مناطق المملكة، وإحداث 300 وظيفة جديدة لها، ودعمها بمبلغٍ وقدره 200مليون ريال لتلبية احتياجاتها. وحرص -حفظه الله- على إنشاء “المجمع الفقهي السعودي” بإشراف هيئة كبار العلماء، لبحث ومناقشة القضايا العلمية، والنوازل الفقهية. ومن هذه الأوامر المباركة أيضًا تعزيز ودعم مكاتب الدعوة والإرشاد، بوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، بمبلغٍ وقدره 300 مليون ريال، لتسهيل مهام الدعوة والوعظ والإرشاد، ودعمِ جمعيات تحفيظ القرآن الكريم بمبلغٍ وقدره 200مليون ريال، انطلاقًا من أهمية حفظ كتاب الله تعالى، وتعلّمه وتعليمه، ولما للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن من دور كبير، في حفظ الأبناء وتنشئتهم على الصلاح والتقوى. وأمر -حفظه الله- بتخصيص مبلغٍ وقدره 500 مليون ريال، لدعم بيوت الله تعالى بفرشها وصيانتها وترميمها، في كافة أنحاء المملكة منطلقًا من قوله تعالى: “إنما يعمر مساجد الله مَن آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلاّ الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين”؛ لتظهر هذه المساجد والجوامع بما يليق بها من البناء والتجهيز. وحرص -حفظه الله- على دعم الهيئات انطلاقًا من قوله تعالى: “كنتم خير أمةٍ أُخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله”، فأمر بتخصيص مبلغٍ وقدره 200مليون ريال، لاستكمال بناء مقرات للهيئة في جميع المناطق، إيمانًا منه بأهمية هذه الشعيرة، وأثرها العظيم في استتباب الأمن، وحفظ الأعراض. وتأتي هذه الأوامر من خادم الحرمين الشريفين لتعزيز المؤسسات الشرعية والدعوية، ولتؤكد اهتمامه وحرصه الدائم على ثوابت هذه الدولة، واعتزازه بهويتها الإسلامية المنطلقة من كتاب الله تعالى، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، ولا ينسى أهل الخير من الرعية بعد هذا العطاء السخي من خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- أن يرفعوا أكف الضراعة إلى الله -عزّ وجل- بالدعاء له في ظهر الغيب. • عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية