أحمد الجمّال - القاهرة منذ اندلاع انتفاضة “اللوتس المصرية” في 25 يناير الماضي، تحركت مخيلة صنّاع الدراما في مصر لتنتج أعمالًا تجسّد أحداث الغضب المصري وما انتهت إليه من القضاء على رأس النظام وإقصاء الفاسدين من ساحة العمل السياسي في مصر وتجدد الأحلام الشعبية العريضة في إعادة بناء مصر في زيّها الجديد وتحقيق الرغبة في حياة اجتماعية كريمة وعدالة ومساواة وديمقراطية. حتى الآن تم الإعلان عن خمسة أفلام سينمائية تتناول موضوع الثورة وفق رؤى مختلفة. حلمي ومنى من الواقع إلى شريط السينما، وبعد أن شارك الفنان أحمد حلمي وزوجته منى زكي في أيام الغضب بميدان التحرير، قررا أن يجمع بينهما عمل واحد عن الأحداث، وفي الوقت الذي تردد فيه تجسيد منى لشخصية شهيدة الانتفاضة (سالي زهران)، نفت زكي هذا الكلام وأكدت أن الفيلم -الذي لم يتحدد اسمه حتى الآن- سيدور حول الثورة لكن لا علاقة لدورها بشخصية (سالي زهران)، بينما لم يصرّح حلمي حتى الآن بطبيعة دوره في الفيلم. وكان حلمي قد ذهب إلى ميدان التحرير لمرة واحدة فقط انتهت بمشاحنة مع أحد الثوار الذي هتف ضده منددًا بموقفه من الثورة، ربما لتأخر حلمي -وهو من جيل الشباب- في الإعلان عن موقفه وهو ما أزعج الفنان الذي يتصدر قائمة نجوم الشباب في السينما المصرية. الميدان أما الفيلم الثاني، فاختار له مخرجه مجدي أحمد علي عنوانًا من وحي الانتفاضة وهو “الميدان”، نسبةً إلى ميدان التحرير في قلب العاصمة المصرية والذي بات رمزًا وأضحى الميدان الأشهر بين ميادين العالم في الآونة الأخيرة بفضل غضبة الشعب المصري. وبدأ المخرج المصري بالفعل في تصوير أحداث الفيلم الذي تدور أحداثه داخل ميدان التحرير، ويعتمد المخرج على جانب كبير من المشاهد الحقيقية للانتفاضة المصرية التي قام بتصويرها للمتظاهرين طوال الفترة الماضية إلى جانب مشاهد أخرى داخلية في ستديوهات جاري إعدادها خصيصًا لهذا الغرض. ويبدو أن المخرج اختار فئة رئيسية في الميدان وهي الأطباء الذين تطوعوا طوال الأحداث لعلاج الجرحى وإسعافهم، حيث تدور الأحداث حول طبيب جراح معروف دائم الاهتمام بعمله في المستشفيات بعيدًا عن الهموم السياسية ليجد نفسه منخرطًا في تظاهرات الشباب بميدان التحرير حينما يُفاجأ أن أسرته الصغيرة مواظبة على التجمع هناك ويأتي انخراط الطبيب المعروف بمثل هذه التجمعات لحظة استعانة عائلته بجهوده في إنقاذ بعض المصابين وقيامه بعملية الإسعافات اللازمة وجلب الأدوية اللازمة للحالات الصعبة. حظر تجوال أما “حظر تجوال”.. فهو عنوان الفيلم الثالث الذي دخل حلبة المنافسة على كعكة الثورة المصرية، وبخاصةً أن هذه الأحداث ربما تكون الوحيدة التي يلتفت إليها رواد السينما في الفترة المقبلة، حيث يتولى حاليًا السيناريست أحمد عبدالله كتابة النصف الثاني من سيناريو الفيلم ويجلس معه المخرج سامح عبدالعزيز يوميًا لتحديد أهم النقاط المطلوبة للسيناريو. الفيلم يدور في إطار واقعي يحكي الأحداث التي وقعت على مدار 18 يومًا من اندلاع الأحداث، وإلى الآن لم يستقر المخرج على أبطال الفيلم، إلا أن الممثل سامح عبدالعزيز قرر عرض الفيلم على عدد من نجوم السينما الشباب ليشاركوا بأدوار قصيرة أو كضيوف شرف لتقوية العمل، وليكون العمل متماشيًا مع روح الانتفاضة الشبابية. وتركز الأحداث على شباب الانتفاضة من فئات المجتمع المختلفة، والذي جمع بينهم هدف واحد هو البحث عن الحرية والديمقراطية وتحقيق العدالة الاجتماعية. ويرصد الفيلم ظاهرة اللجان الشعبية التي لجأ إليها المواطنون عقب حدوث الفراغ الأمني في البلاد واختفاء جهاز الشرطة من الشارع وتهريب البلطجية وفتح السجون. وتقرر عرض الفيلم -الذي سيبدأ تصويره الشهر المقبل- خلال الموسم السينمائي الصيفي. صرخة نملة للكوميديا أيضًا دور، فتحت عنوان “صرخة نملة” يأتي الفيلم الرابع في قائمة أفلام الثورة المصرية. هذا الفيلم من بطولة الفنان عمرو عبدالجليل والفنانة رانيا يوسف ومن تأليف طارق عبدالجليل وإخراج سامح عبدالعزيز. وكان الفيلم يحمل اسمًا آخر هو “إلحقنا يا ريّس”، وقرّر صنّاعه تحويله إلى “صرخة نملة”، وتدور أحداثه في إطار كوميدي، حول مواطن بسيط يحاول الاستنجاد بالمسؤولين لكن من دون جدوى، لذا يسعى لتوصيل صوته إلى رئيس الجمهورية، وخلال رحلته يتعرّض إلى العديد من المفارقات والمواقف الكوميدية. يُذكر أن الفيلم تم الانتهاء من تصويره منذ حوالي شهر وجاهز للعرض في الموسم السينمائي الصيفي المقبل. أنا والأجندة وينضم إلى القائمة الفيلم الوثائقي الطويل “أنا والأجندة” للمخرجة نيفين شلبي التي أكدت أنها أوشكت على الانتهاء من الفيلم بعد أن صوّرت مشاهده كاملة أثناء الأحداث، واختارت للظهور به أفراد من شباب 25 يناير ليس لهم أي نشاط سياسي ومن فئات اجتماعية مختلفة، وليست لهم أجندات دولية لإسقاط نظام الحكم. وأكدت نيفين أن الفيلم يسخر من الاتهامات التي رددها مسؤولون كبار في الدولة مع بداية اندلاع الثورة، والتي زعمت وجود أجندات خارجية وراء هذه الانتفاضة الشعبية، بينما يذهب الفيلم إلى توثيق حقيقة أن شباب الثورة شاركوا في هذه الأحداث لأنهم يبحثون عن الكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية، ومحاسبة الفاسدين، وهذه هي الأجندة الحقيقية وراء تظاهر شباب 25 يناير. 10 أفلام وثائقية في سياق متصل يستعد الفنان خالد أبوالنجا لتقديم عشرة أفلام وثائقية حول الثورة المصرية، مدة كل فيلم 10 دقائق، بالتعاون مع تسعة مخرجين، حيث رأى أبوالنجا أن الأفضل الآن هو تقديم أفلام من هذا النوع توثّق للأحداث، بينما الأفلام الروائية يمكن تقديمها بعد 5 سنوات على أقل تقدير. وسيقوم خالد بإخراج هذه الأفلام الوثائقية العشرة.