الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه أجميعين.. وبعد.. انطلاقًا من حرص قيادتنا الحكيمة لتقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن، وحرصها المستمر على الارتقاء بالمؤسسات التي تقدم لهم هذه الخدمات، واستمرارًا لما أولته القيادة للحجيج من اهتمام بالغ تجري خلال هذه الأيام تحت إشراف وزارة الحج انتخابات مجالس إدارة مؤسسات أرباب الطوائف والتي تتنافس خلالها القوائم المتقدمة للترشيح تنافسًا شريفًا للفوز بعضوية مجالس إدارة هذه المؤسسات من أبنائها، وتنافسها في الحقيقة إنما هو لمزيد من الجودة فى أساليب خدمة حجاج بيت الله الحرام التي تتشرف بتقديمها لهم هذه المؤسسات مع الرقي بكل مؤسسة بأساليب الإدارة الحديثة لتواكب النقلة التي تعيشها بلادنا العزيزة فى المجالات كافة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني، وإلا فأبناء الطائفة جميعهم يشكلون صفًا واحدًا وشعارهم الدائم (خدمة الحاج.. شرف.. أمانة.. مسؤولية) وهذا يدل على حرصهم على تقديم أفضل ما يمكن للحاج الكريم عن هذا البلد وشعبه الوفي. ومن بداية الاقتراع فى هذه الانتخابات لمست اللجنة الإشرافية بالوزارة بوادر النجاح المأمول بإذن الله تعالى من خلال تصويت الأعضاء مع النزاهة والشفافية التي امتازت بها، فكل عضو يدرك أن صوته أمانة ويجب عليه أن يعطيه من يرى أنه سيقوم بالمهمة وفق المراد ووفق العمل يعكس الصورة المشرفة لمؤسسته المنتمي إليها. وقد أكد ذلك معالي وزير الحج الدكتور فؤاد بن عبدالسلام الفارسي عند إطلاق إشارة البدء بالعمليات الانتخابية لمؤسسات الطوافة، فقال: يجب أن يحرص الناخبون والناخبات على إعطاء أصواتهم لمن يوثق فى دينه وأمانته، وتطبق عليه المعايير التي وضعتها الوزارة فى هذا الصدد. وهذا إن دل فهو يدل على الوعي التام والراقي للناخبين بما يجب عليهم تجاه ضيوف الرحمن من استمرار الارتقاء والتفاني فى أداء الواجب تجاه ما شرفهم الله تعالى به، قال الله تعالى (فليؤدي الذي اؤتمن أمانته). وإذا أردنا أن نتكل على النزاهة والشفافية في هذه الانتخابات فإن المحور الأهم فى النزاهة -وهو المشاهد بحمد الله تعالى فى أبناء الناخبين- هو نزاهة الصوت نفسه وإعطاؤه لمن هو أهل له، فحينما يُدلي الناخب بصوته لمن يرى فيه الكفاءة من خلال النظر والاستماع للبرامج المقدمة من القوائم المرشحة، ومن خلال معرفة هذه القوائم وجودة خدماتهم المبذولة فى هذا المجال، فهذه هي النزاهة المطلوبة فى مثل هذه الانتخابات، لأن المقصود من هذا هو الحرص على الجودة واستخدام أفضل أساليب الإدارة الحديثة لتحقيق الأهداف المرجوة بغض النظر عن الذوات والشخصيات. لذا أسأل الله تعالى التوفيق للجميع، ومن لم تتح له الفرصة فى هذه الجولة، فهناك العديد من الفرص المباركة فى مجال خدمات ضيوف الرحمن وزوار مسجد المصطفى صلى الله عليه وسلم، المهم هو النية الطيبة.. وأسأل الله أن يوفقه ليكون عونًا لإخوانه فى الارتقاء بخدمة ضيوف الرحمن، والاختلاف فى الأداء بأصوات لا يعني خلافًا بين المساهمين والمساهمات، إنما هو رأي رأوه فى قائمة أنها الأصلح، والمأمول من جميع المساهمين والمساهمات التعاون مع القائمة الفائزة، واستمرار التكاتف مع الحرص على إنفاذ تعليمات وزارة الحج، والله لا يضيع أجر من أحسن عملًا.