أعود لمناقشة رسالة القارئ الكريم التي تناول فيها التعليق على مقالي: «عزل العمالة» (5/3/2011) حول مطالبة أحد كتابنا ببناء جدار فاصل بيننا وبين العمالة الوافدة لعزلهم عن المجتمع ودرء شرورهم عنا؟! وأقول بداية بأن وصف القارئ لي بأنني «المدافع المستميت عن حياض الأجانب .. حتي يكاد يشعر بأنني (باكستاني) متسعود» هي تُهمة لا أنفيها وشرف لا أدعيه، رغم ما أضافه القارئ من مواقف لم أقلها. فالإنسان يقف عند الحق عندما يستبينه, وتبيان الحق لدى الإنسان يأتي بعد تجرده الكامل من أهوائه وحظوظ نفسه والانقياد نحو نداء الفطرة والعودة الصادقة إلى من خلق هذه الفطرة .. وكلنا عباد الله وخلقه «ولا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى». وينسى البعض بأن العمالة تأتي من مختلف أصقاع العالم بإرادتنا .. وليس هناك من يُجبرنا على أن نقبل المجرمين الذين يتهم القارئ الدول الآسيوية بأنها تقوم بإخراجهم من السجون «وتبعث بهم إلى دول الخليج والسعودية بالتحديد»؟! فإن فعلنا فهذه غفلة منا .. حتى لا أقول أكثر!! يبقى التأكيد على أن أهم أسباب وجود العمالة الوافدة هو أن أغلب السعوديين، كما يقول القارئ «ابووكيع»، يترفعون عن كثير من المهن التي تمتهنها العمالة الأجنبية. لذا فإن حل مشكلة العمالة الوافدة بسيط جداً لا يتأتى بالتضييق على العمالة الوافدة أو الانتقاص من حقوقها .. أو إقامة جدار بيننا وبينها؟! بل بإحلال العمالة الوطنية محلها. وهكذا .. فإن قرار الإبقاء على العمالة الوافدة أو تقليص أعدادها أو إلغاء وجودها هو قرارنا.. وليس قرارهم. [email protected]