يوم أمس كان جمعة القرارات الملكية الرائعة المسبوقة بكلمة ضافية من خادم الحرمين الشريفين حفظه الله. ومع ضيق الوقت الذي سُطرت فيه كلمتى هذه، فإن حصر هذه الحزمة الملكية من الأوامر والتعليمات والتنظيمات عملية ليست بالسهلة، وعليه فإن هذه الخواطر هي نتاج عاجل لكمٍ هائل من مشاعر الامتنان والتقدير والاعتراف بالفضل للمليك المفدى. بداية لا بد من الإشادة بالكلمة السامية التي أبرزت موقف أبناء الوطن جميعًا صفًا واحدًا لحماية ترابه والذود عن قيادته والانصراف عن خطاب أعدائه والالتفاف حول علمائه طاعة وانضباطًا والتزامًا. وأما الأوامر، فالحق يُقال (وكما في تصدير كل منها) إنها نابعة من استشعار كبير للمسئولية التي ينوء بها كاهل المليك واعترافًا منه بأن أبناء هذا الوطن الأوفياء أمانة في عنقه، يسعده ما يسعدهم، ويؤلمه ما يؤلمهم. ولذا كان الاهتمام الملكي الكريم بالغًا بتوفير كل أنواع الرعايات الحضارية المعاصرة من توظيف وصحة وإسكان، حتى يبيت الفرد آمنا في سربه معافى في جسده عنده قوته وقوت أهله، ناظرًا إلى المستقبل بأمل ومبتسمًا ليومه بفرح. وكان لأزمة السكن نصيب وافر، فهي أم الأزمات في ظل بطالة مرتفعة ودخول منخفضة وتكاليف معيشة مرهقة، ومع أن المشروع الكبير طويل الأجل نسبيًا، إلاّ أنه فتح باب أمل واسع لشباب اليوم كما لأجيال المستقبل، فنصف مليون وحدة ستحل بلا شك أزمة استعصت على الحل طويلاً وللصحة كان نصيب كبير، فالمواطن في رهق إذا مرض لا يكاد يجد تطبيبًا بتكلفة مقبولة فضلا عن مجانية. وأما في شأن السعودة، كان حديث الملك الحازم الذي يرى خللاً فادحًا لا بد من النظر إليه بجدية بالغة، إذ مضى زمن الكلام وحان وقت العمل يا وزارة العمل، ويا أرباب العمل، وحتى المواطن الباحث عن عمل. وتاج هذه القرارات انشاء وتفعيل هيئة مكافحة الفساد، وارتباطها بالملك مباشرة دون وسيط ولا حاجب، فكل هذه المليارات التي تضمنتها هذه الأوامر الكريمة إضافة إلى مليارات مشاريع الدولة في كل قطاعاتها (مع التأكيد على كل قطاعاتها) يجب أن تخضع لآلية انفاق نظيفة ونزيهة بعيدة عن كل صور الفساد التي أرهقت نفسية المواطن واثقلت ميزانية الدولة. وإن كان للمسك ختام، فهو الراتبان الإضافيان لكل موظف وموظفة وكل طالب وطالبة في التعليم العالي. شكرًا مليكنا، والله نسأل لك التوفيق والسداد والعون والفلاح. [email protected]